مشتهى العقول في منتهى النقول
الامام جلال الدّين السيوطي
جمع السيوطي في هذه الرسالة بعض منتهيات الحوادث وغايات الأمور، انتقاها ونقلها عمن تقدمه، كما يوحي بذلك عنوانها "منتهى النقول"، ولكنه وعلى خلاف المعهود عنه في منهجه في التأليف لم يسند لنا هذه النقول إلى أصحابها، أو يعزوها إلى قائلها أو الكتاب الذي نقلت منه، وهو القائل: "قد علم الله والناس من عادتي في التأليف أني لا أنقل حرفاً من كتاب واحد إلا مقروناً بعزوه إلى قائله. ونسبته إلى ناقله". ولكننا لا نلمح لهذه العادة أثراً في هذا المؤلف الذي بين أيدينا، والله أعلم بالسبب.
لم يكتف السيوطي بعدم عزو النقول إلى أصحابها، فهو لم يقم أيضاً بتمحيص تلك النقول ـ لبيان صحيحها من سقيمها ـ ومنها نقول أشبه ماتكون بالخيال، إن لم نقل إنها من وحي الخيال فعلاً
فيها مبكرا في تاريخ المكتبة العربية، ففي أواخر القرن الهجري الثاني وضع هشام بن الكلبي (ت: 402 هـ ـ 918م)، كتاب الوائل. ثم تله المدائني (ت: 522 هـ ـ 938م)، ومن بعدهما ألف أبو هلل العسكري (ت: 593هـ ـ 4001م)، أشهر كتب "الوائل".
الدين الشبلي (ت: 967 هـ ـ 7631م) له مصنف وغيرهم... وأخيرا ل آخرا وضع السيوطي (ت ـ 119 معرفة الوائل".
ولم ينقطع التصنيف في هذا الباب بعد ذلك، فإسماعيل الموصلي: ( 136هـ ـ 3321م)، له مصنف، وبدر هـ ـ 3381م) مصنفا حاف ً، جامعا، ومستوعبا لكل ما كتب قبله، مع زيادات جمة وسماه: "الوسائل إلى ل
وقد طبع هذا الكتاب عدة مرات. لقد قمت بالبحث والتفتيش، في فهارس المكتبات وخزائن المخطوطات، لعّي أعثر على مص ّف واحد، رصد ن ل رسالته هذه، والتي نقدمها اليوم لقراء العربية، بمناسبة هذا العدد الخاص من مجلة التراث العربي، وأرجو أن يجد القارئ في هذه الرسالة من الطرافة والمتعة ما وجدت عندما ظفرت بها، وطالعتها المرة تلو المرة. جمع السيوطي في هذه الرسالة بعض منتهيات الحوادث وغايات المور، انتقاها ونقلها عمن تقدمه، كما هذه النقول إلى أصحابها، أو يعزوها إلى قائلها أو الكتاب الذي نقلت منه، وهو القائل: "قد علم ال والناس من عادتي في التأليف أني ل أنقل حرفا من كتاب واحد إل مقرونا بعزوه إلى قائله. ونسبته إلى ناقله"(1). ولكننا ل نلمح لهذه العادة أثرا في هذا المؤلف الذي بين أيدينا، وال أعلم بالسبب. يوحي بذلك عنوانها "منتهى النقول"، ولكنه وعلى خلف المعهود عنه في منهجه في التأليف لم يسند لنا لنا "منتهيات الشياء وغايات المور"، كما ُصدت من قبل "أوائلها". فلم أجد سوى المام السيوطي في ر
لم يكتف السيوطي بعدم عزو النقول إلى أصحابها، فهو لم يقم أيضا بتمحيص تلك النقول ـ لبيان صحيحها من سقيمها ـ ومنها نقول أشبه ماتكون بالخيال، إن لم نقل إنها من وحي الخيال فعلً، مما نجده مسطرا في كتب التاريخ القديم، التي كانت ميدانا واسعا وخصبا كالخبار السرائيلية الموضوعة، والثار المكذوبة،
وخاصة عند ذكر بدء الخليقة، والمم البائدة، والغيبيات التي ل تستند إلى دليل ن ّي قطعي الثبوت والدللة. ص
DOWNLOAD : DOC
iTheme Techno Blogger by Black Quanta. Theme & Icons by N.Design Studio
Free Blogger Templates created by The Blog Templates
Free Blogger Templates created by The Blog Templates