المصباح المضيء في كتاب النبي الامي ورسله إلى ملوك الارض من عربي وعجمى
جمال الدين أبن حديدة أبو عبد الله الانصاري
المصباح المضيء في كتاب النبي المي ورسله إلى ملوك الرض من عربي وعجمى أبو عبد الله محمد بن علي بن أحمد بن حديدة النصاري
دار النشر / عالم الكتب - بيروت - 5041هـ. تحقيق : محمد عظيم الدين عدد الجزاء / 2 خطبة الكتاب بسم ال الرحمن الرحيم وبه نستعين الحمد ل الملك الديان ذي العزة والسلطان قاهر الجبابرة ذوي التيجان كقيصر وكسرى أنوشروان باعث سيدنا ونبينا محمد بأشرف الديان إلى الحمر والسود من إنس وجان فأجابه واتبعه قبل مولده بألف عام تبع الول ملك الرض من ولد قحطان وطغى وتجبر أبرويز صاحب اليوان فدعا عليه فمزق ملكه وذهبت عبادة النيران {صلى ال عليه وعلى آله وأصحابه ذوي النجدة الشجعان الذين شد بهم أزره وأعلى بهم ذكره فشاد الدين وارتفعت له الركان ورضي ال عنهم وعن التابعين لهم بإحسان أما بعد نور ال قلوبنا بنور معرفته وأبهج بصائرنا بلوامع رحموتيته فإني نظرت فيما وقع لي من مكاتباته {صلى ال عليه وسلم} إلى ملوك الرض حين أمره ال تعالى بتبليغ رسالته فرأيت فيما رواه الحافظ أبو بكر البزار رحمه ال تعالى في مسنده من إرساله {صلى ال عليه وسلم} دحية الكلبي رضي ال عنه إلى قيصر ورواها عنه فاستحسنتها لكونها مروية عن المرسل بخلف ما وقع في الصحيحين للمامين الحافظين أبي عبد ال محمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج القشيري رحمهما ال تعالى فإنهما رويا قصة الكتاب عن ابن عباس عن أبي سفيان صخر بن حرب فألقي في روعي أن أثبته وأضيف إليه ما وقع في مصنفات العلماء رضي ال عنهم من مكاتباته {صلى ال عليه وسلم} ومن كتب له من الصحابة رضوان ال عليهم وما يتعلق بذلك من فوائد كوفيات بعض من وقع ذكره من الصحابة وابتداء إسلمه وما يحتاج إلى بيانه من غريب لغة أو نادرة تتعلق ببعض مراسلته {صلى ال عليه وسلم} إلى ملوك الرض وغيره ممن آمن به ومن لم يؤمن واستخرجته من دواوين كثيرة بطرق متعددة
مكتبة مشكاة السلمية
إذ في كل طريق منها فائدة لم تتضمنها الخرى فجمعت الطرق وأوردتها لفائدتها وما ظهر من خضوع ملوك الرض له {صلى ال عليه وسلم} مع عظيم سلطانهم وكثرة عساكرهم وأتباعهم وإقرارهم له بالرسالة وتواضعهم له وهو إذ ذاك وأصحابه قليل عددهم يسير مددهم ل يخطرون لحد من الملوك ببال لما كانوا عليه من الفقر وقلة ذات اليد وقوله {صلى ال عليه وسلم} إذا ذهب كسرى فل كسرى بعده وإذا ذهب قيصر فل قيصر بعده ولتنفقن كنوزهما في سبيل ال عز وجل كما سيأتي مبينا في مواضعه من هذا الكتاب إن شاء ال تعالى وعزيت كل ما أوردته إلى من ذكره من العلماء أصحاب المصنفات المشهورة بين علماء هذا الشأن وحذفت أسانيدها خشية الطالة إل ما تدعو الحاجة إليه من ذكر الصحابي وبعض التابعين ممن روي عنه وسميته ب المصباح المضي في كتاب النبي المي ورسله إلى ملوك الرض من عربي وعجمي وجعلته قسمين القسم الول في كتابه والقسم الثاني في رسله ومكاتباته إلى الملوك {صلى ال عليه وسلم} ورتبت أسماء الصحابة على حروف المعجم بعد ذكر الخلفاء الربعة رضي ال عنهم وابتدأت في صدر القسم الول في التعريف بنسبه الشريف {صلى ال عليه وسلم} والكلم عليه تبركا به إذ هو سيد الكل وقائدهم وإيانا إن شاء ال تعالى إلى جنات النعيم والذي حداني على البدأة بنسبه الشريف هو ما وجدته لبن منير الحلبي رحمه ال تعالى في شرحه لمختصر السيرة لعبد الغني المقدسي الجماعيلي قرية بين القدس ونابلس قال ذكر لي جماعة من العلماء أن سبب تأليف عبد الغني لمختصر السيرة أنه خرج ومعه بعض أصحابه إلى أن قربا من دير فقعد المؤلف على جنب نهر وقصد صاحبه الدير فطرقه فخرج إليه راهب فقال ما دينك فقال مسلم فقال من تتبع فقال محمدا رسول ال {صلى ال عليه وسلم} فقال اذكر لي نسبه وحاله فلم يكن عنده علم فقال ما أقريك شيئا فرجع صاحب المؤلف إليه وقال ما قال له الراهب فقال له المؤلف شيئا من نسب النبي {صلى ال عليه وسلم} وأحواله فرجع إلى الراهب وأخبره فقال له الراهب هذا ما هو منك هذا من ذلك الشيخ الجالس على النهر وكان الراهب رأى الشيخ فأعجبه حاله فجاء إليه فذكر له شيئا كثيرا من أحوال سيدنا رسول ال {صلى ال عليه وسلم} ومعجزاته فأسلم الراهب وحسن إسلمه فأملى الشيخ عبد الغني رحمه ال مختصر السيرة الشريفة النبوية فتأملت هذه الواقعة وما فيها من الفوائد من هداية الراهب وتعليم صاحب الشيخ وتأليفه لسيره وأحواله {صلى ال عليه وسلم} والنتفاع به في حياته وبعد وفاته رحمه ال
مكتبة مشكاة السلمية
فبدأت بنسبه الشريف لذلك ومن ال تعالى أسأل التوفيق والهداية إلى أقوم طريق وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم إنه هو السميع العليم وأنا أقدم إليك أيها الناظر في كتابي هذا من العتذار ما ختم به الشاطبي رحمه ال قصيدته الموسومة بحرز الماني إذ يقول ولكنها تبغي من الناس كفأها أخا ثقة يعفو ويغضي تجمل وليس لها إل ذنوب وليها فيا طيب النفاس أحسن تأول وقل رحم الرحمن حيا وميتا فتى كان للنصاف والحلم معقل عسى ال يدني سعيه بجوازه وإن كان زيفا غير خاف مزلل فيا خير غفار ويا خير راحم ويا خير مأمول جدي وتفضل أقل عثرتي وانفع بها وبقصدها حنانيك يا ال يا رافع العل وهذا حين ابتدأ بحول ال وقوته وهو حسبي ونعم الوكيل باب في التعريف بنسبه الشريف {صلى ال عليه وسلم} والكلم عليه روينا في كتاب السيرة عن ابن هشام أنه {صلى ال عليه وسلم} محمد بن عبد ال فمحمد اسم علم منقول من صفة من قولهم رجل محمد أي كثير الخصال المحمودة والمحمد في اللغة هو الذي يحمد حمدا بعد حمد مرة بعد مرة فيه معنى المبالغة والتكرار وهو في معنى محمود فاسمه مطابق لمعناه وال تعالى سماه به قبل أن يسمى فهذا علم من أعلم نبوته إذ كان اسمه صادقا عليه فهو عليه السلم محمود في الدنيا والخرة في الدنيا بما نفع به من العلم والحكمة وفي الخرة بشفاعته {صلى ال عليه وسلم} فقد تكرر معنى الحمد ثم إنه لم يكن محمدا حتى كان أحمد حمد ربه فنبأه وشرفه فلذلك تقدم اسم أحمد على محمد فذكره عيسى عليه السلم في قوله ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فبأحمد ذكر قبل أن يذكر بمحمد لن حمده لربه كان قبل حمد الناس له فلما وجد وبعث كان محمدا بالفعل
مكتبة مشكاة السلمية
وكذلك في الشفاعة يحمد ربه بالمحامد التي يفتحها عليه فيكون أحمد الناس لربه ثم يشفع فيحمد على شفاعته فانظر كيف ترتب هذا السم الخر في الذكر والوجود في الدنيا والخرة وروى ابن عبد البر أن جده سماه محمدا يوم سابعه وروى أن آمنة أمرت وهي حامل به أن تسميه أحمد وروى أن آدم عليه السلم قال إني لسيد البشر يوم القيامة إل رجل من ذريتي نبي من النبياء يقال له محمد فضل علي باثنتين زوجته أعانته فكانت له عونا يعني خديجة وال أعلم وكانت زوجتي علي عونا وال أعانه على شيطانه فأسلم وكفر شيطاني رواه الدولبي عن يونس ثم من عجائب هذا السم أنه لم يتسم به أحد قبله يعني أحمد وكنيته {صلى ال عليه وسلم} أبو القاسم قيل كني به لنه يقسم الجنة بين الخلق يوم القيامة وقيل كني ببكر ولده من خديجة وهو القاسم ولما ولد له إبراهيم من مارية كناه جبريل عليه السلم بأبي إبراهيم وقيل كنيته في التوراة أبو الرامل {صلى ال عليه وسلم} ابن عبد ال معنى عبد ال الخاضع ل وكنيته أبو قثم وقيل أبو محمد وقيل أبو أحمد ول عقب لعبد ال أصل ولم يولد له غير رسول ال {صلى ال عليه وسلم} ل ذكر ول أنثى وكذلك آمنة قاله ابن منير الحلبي في المورد العذب الهني في الكلم على السيرة لعبد الغني ابن عبد المطلب واسم عبد المطلب شيبة سمى بذلك لنه ولد وفي رأسه شيبة عاش مائة وعشرين سنة ذكرت خبره مع سيف بن ذي يزن وبشراه له برسول ال {صلى ال عليه وسلم} فيما يأتي من هذا الكتاب ابن هاشم واسم هاشم عمرو ذكر السهيلي في اشتقاقه أقوال منها أنه منقول من العمر وهو اسم لنخل يقال له السكر ذكره العسكري في أجناس التمر وبذلك سمى الرجل عمرا وقال كان ابن أبي ليلى يستاك بعسيب العمر ابن عبد مناف واسمه المغيرة لنه كان يغير على العداء وكان يلقب قمر البطحاء ابن قصي واسمه زيد وهو تصغير قصي أي بعيد لنه بعد عن عشيرته في بلد قضاعة ابن كلب منقول من المصدر في معنى المكالبة أو من الكلب جمع كلب قيل لبعض العرب لم تسمون أبناءكم بشر السماء وعبيدكم بأحسن السماء فقال نسمي أبناءنا لعدائنا وعبيدنا لنفسنا ابن مرة منقول من وصف الحنظلة والعلقمة وكثيرا ما يسمون بهما فيكون منقول من وصف الرجل بالمرارة ابن كعب كعب منقول من كعب القدم لثبوته وهو أول من جمع يوم العروبة وسماها الجمعة وقيل غير ذلك وكانت قريش تجتمع إليه في هذا اليوم فيخطبهم ويذكرهم بمبعث النبي {صلى ال عليه وسلم} ويعلمهم أنه من ولده ويأمرهم باتباعه واليمان به وينشد أبياتا منها
مكتبة مشكاة السلمية
يا ليتني شاهد فحواء دعوته إذا قريش تبغي الحق خذلنا ابن لؤي تصغير اللي وهو الثور وقيل البقرة وفي الحديث من قول أبي هريرة رضي ال عنه أحب إلي من شاء ولء وهو الثور قال أبو ذر في شرح السيرة لبن هشام هو الثور الوحشي ابن غالب بن فهر واسمه قريش وفهر لقب وقيل عكسه والفهر من الحجارة الطويل قال أبو ذر هو على مقدار ملء الكف وقيل غير ذلك ابن مالك بن النضر قال أبو ذر هو الذهب الحمر ابن كنانة بن خزيمة تصغير خزمة والخزم مثل الدوم يتخذ من سعفه الحبال وله ثمر تأكله الغربان ابن مدركة واسمه عامر ابن الياس وقيل إلياس بكسر الهمزة موافقا لسم إلياس النبي عليه السلم وقيل سمي بضد الرجاء واللم فيه للتعريف والهمزة همزة وصل يذكر عن النبي {صلى ال عليه وسلم} أنه قال ل تسبوا الياس فإنه كان مؤمنا وهو أول من أهدى البدن إلى البيت وكان يسمع في صلبه تلبية النبي {صلى ال عليه وسلم} ابن مضر ومضر البيض مشتق من اللبن الماضر والمضيرة شيء يصنع من اللبن قيل هو أول من سن للعرب حداءا لبل وكان أحسن الناس صوتا وفي الحديث ل تسبوا مضر ول ربيعة فإنهما كانا مؤمنين وربيعة أخوه ابن نزار النزر القليل كان أبوه حين ولد له ونظر إلى النور بين عينيه وهو الذي كان ينتقل في الصلب إلى محمد {صلى ال عليه وسلم} فرح فرحا شديدا ونحر وأطعم وقال إن هذا كله نزر لحق هذا المولود فسمي نزارا ابن معد من تمعدد إذا اشتد وتمعدد أبعد في الذهاب قاله أبو ذر وقيل هو من المعد بسكون العين وهو القوة ومنه اشتقاق المعدة ابن عدنان وهو مأخوذ من عدن في المكان إذا أقام فيه ومنه جنات عدن أي جنات إقامة وخلود قال السهيلي وما بعد عدنان من السماء مضطرب فيه والذي صح عنه {صلى ال عليه وسلم} أنه لما بلغ عدنان قال كذب النسابون وروي عن عمر رضي ال عنه أنه قال إنما ننتسب إلى عدنان وما فوق ذلك ل ندري ما هو وأصح شيء روي فيما بعد ما ذكره الدولبي عن أم سلمة رضي ال عنها عن النبي {صلى ال عليه وسلم} أنه قال معد ابن عدنان بن أدد بن زند بن اليرى ابن اعراق الثرى قالت أم سلمة رضي ال عنها فزند هو الهميسع واليرى هو نبت واعراق الثرى هو إسماعيل عليه السلم لنه ابن إبراهيم عليه السلم وإبراهيم لم تأكله النار كما أن النار ل تأكل الثرى قال الدارقطني ل نعرف زندا يعني بالنون إل في هذا الحديث وزند بن الجون و هو أبو دلمة الشاعر
مكتبة مشكاة السلمية
قال السهيلي و هذا الحديث عندي ليس بمعارض لما تقدم من قوله كذب النسابون ول لقول عمر رضي ال عنه لنه حديث متأول يحتمل أن يكون قوله ابن اليرى بن اعراق الثرى كما قال كلكم بنو آدم وآدم من تراب ل يريد أن الهميسع ومن دونه ابن لسماعيل لصلبه ول بد من هذا التأويل أو غيره لن أصحاب الخبار ل يختلفون في بعد المدة ما بين عدنان وإبراهيم ويستحيل في العادة أن يكون بينهما أربعة آباء أو سبعة كما ذكر ابن إسحاق أو عشرة أو عشرون فإن المدة أطول من ذلك كله وذلك أن معد بن عدنان كان في مدة بخت نصر ابن ثنتي عشرة سنة قاله الطبري وذكر أن ال أوحى في ذلك الزمان إلى إرميا بن حلقيا أن اذهب إلى بخت نصر فأعلمه أني قد سلطته على العرب واحمل معدا على البراق كي ل تصيبه النقمة فيهم فانى مستخرج من صلبه نبيا كريما أختم به الرسل فاحتمل معدا على البراق إلى أرض الشام فنشأ مع بني إسرائيل وتزوج هناك امرأة اسمها معانة بنت جوشن من بني دب بن جرهم ومن ثم وقع في كتب السرائيليين نسب معد ثبته في كتبه رخيا وهو بورخ كاتب إرميا وبينه وبين إبراهيم في ذلك النسب نحو من أربعين جدا وقد ذكرهم المسعودي على اضطراب في السماء وتغيير في اللفاظ ولذلك وال أعلم أعرض النبي {صلى ال عليه وسلم} عن رفع نسب عدنان إلى إسماعيل لما فيه من التغيير وعواصة تلك السماء وذكر الطبري نسب عدنان إلى إسماعيل من وجوه ذكر في أكثرها نحوا من أربعين أبا باختلف في اللفاظ لنها نقلت من كتب عبرانية وذكر من وجه قوي أن نسب عدنان يرجع إلى قيذر بن إسماعيل وكان رجوع معد إلى أرض الحجاز بعد ما رفع ال بأسه عن العرب ورجعت بقاياهم التي كانت في الشواهق إلى محالهم ومياههم بعد أن دوخ بلدهم بخت نصر وخرب المعمور واستأصل أهل حضور وهم الذين ذكرهم ال تعالى في قوله وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة الية وذلك لقتلهم شعيب بن ذي مهدم نبيا أرسل إليهم وقبره بصنين جبل باليمن وليس بشعيب الول صاحب مدين ذلك شعيب بن عيفي ويقال فيه ابن صيفون وكذلك أهل عدن قتلوا نبيا لهم اسمه حنظلة بن صفوان فكانت سطوة ال بالعرب لذلك نعوذ بال من غضبه وأليم عقابه عدنا إلى تمام النسب الشريف قال ابن إسحاق بن أدد بن مقوم بن ناحور بن تيرح ابن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن بن تارح وهو آزر بن ناحور بن ساروح بن راعو ابن فالخ بن عيبر بن شالخ بن ارفخشد بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن خنوخ وهو إدريس النبي فيما يزعمون وال أعلم وكان أول نبي أعطي النبوة والخط بالقلم ابن يرد بن مهليل بن قينن بن
Read Now
DOWNLOAD : DOC / PDF
iTheme Techno Blogger by Black Quanta. Theme & Icons by N.Design Studio
Free Blogger Templates created by The Blog Templates
Free Blogger Templates created by The Blog Templates