تهذيب الأسماء واللغات
الإمام أبو زكريا يحيى بن شرف النووي
يعد كتاب "تهذيب الأسماء واللغات" من اللون الذي يتوجه إلى التعريف بأسماء وألفاظ ترددت في فقه الإمام الشافعي، لكنه لم يكن مقصوراً على الغريب من الأسماء والألفاظ، كما أنه لم يظل في كل الأحوال مقصوراً على فقه الشافهي، أو الفقه بوجه عام، بل قد يكون إيراد الاسم على طريقة أصحاب التراجم الذين يترجمون لكل الأسماء دون الاقتصار على لون معين من ألوان العلوم، ويكون إيراد اللفظ على طريقة أهل اللغة الذين يذكرون اللفظ بمعانيه اللغوية واشتقاقاته، هذا على الرغم مما ذكره المؤلف في خطبته للكتاب من أن هذا الكتاب كتاب "في الألفاظ الموجودة في: مختصر أبي إبراهيم المزني، والمهذب، والتنبيه، والوسيط، والوجيز، والروضة" وهذا الأخير قد اختصره النووي من "شرح الوجيز" للإمام أبي القاسم الرافعي.
هذا ولقد كفانا الإمام النووي في خطبة الكتاب مؤونة الفحص والتمحيص واستعراض الكتاب بغية استكشاف خطته المتبعة فيه، وكيف قسمه، وطريقته التي اتبعها في تصنيفه، ومنهجه فيه. فقد عرض للخطة فذكر أنه قسم الكتاب إلى قسمين: الأول في الأسماء، والثاني في اللغات.
وذكر أنه قسم الأسماء ضربين: الأول في الرجال، والثاني في النساء. وبين أن القسم الأول تندرج تحته ثمانية أنواع هي: الأول: الأسماء الصحيحة كمحمد وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق. والثاني: في الكنى: كأبي القاسم وأبي بكر. والثالث: في الأنساب والألقاب والقبائل، كالزهري وقريش وخزاعة. والرابع: ما قيل فيه ابن فلان أو ابن فلانة أو أخوه، أو أخته أو عمه أو خاله. والخامس: ما قيل فيه فلان عن أبيه عن جده. والسادس: زوج فلانة، أو زوجة فلان. والسابع: المبهمات: كرجل وشيخ وبعض العلماء ونحوه. والثامن: ما وقع من الأسماء والأنساب غلطاً.
وأما الضرب الثاني الذي هو في النساء، فذكر أنه سبعة أنةاع على الترتيب المذكور في الرجال بعد إسقاط النوع الخامس، فليس في الكتب التي بني عليها الكتاب: فلانة عن أمها عن جدتها، أو: عن أبيها عن جدها. وذكر أنه رتب الأسماء جميعها على حروف المعجم، وأنه بدأ بمن اسمه محمد تأسيساً -كما يقول- بأبي عبد الله البخاري والعلماء بعده رضي الله عنهم، لشرف اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد ذلك عاد إلى الترتيب المعهود لحروف المعجم.
وفي داخل كل حرف عمد إلى الترتيب أيضاً، فمثلاً في حرف الهمزة قدم آدم على إبراهيم، لأنهم وإن اشتركا في أن أولهما همزة لكن بعد همزة "آدم" همزة أخرى، وبعد همزة "إبراهيم" باء، والهمزة مقدمة على الباء، صنع هذا في كل الأنواع. وأما المبهمات والأغاليط فقط ذكر أنه عرضها حسب ترتيب وقوعها في الكتب المؤلف بشأنها الكتاب.
هذا عن القسم الأول، وذكر عن القسم الثاني -اللغات- أنه رتبه على حروف المعجم، وأنه راعى في ترتيب ألفاظ كل حرف الحرف الأول والثاني وما بعدهما، مقدمأً الأول فالأول معتبراً الحروف الأصلية دون النظر إلى الزوائد، وربما ذكر بعض الزوائد في باب على لفظه ونبه على أن الحرف كذا زائد.
ونبه الإمام النووي إلى أنه قام بضبط أسماء الأشخاص واللغات والمواضع وكل ما يحتاج إلى ضبط، بتقييده بالحركات والتخفيف والتشديد، وأن هذا الحرف بالعين المهملة أو الغين المعجمية وما أشبهه، ونبه إلى أنه سينقل كل ذلك محققاً بمهذباً من مظانه المعتمدة، وكتب أهل التحقيق فيه، فما كان مشهوراً لا يضيفه غالباً إلى قائليه، لكثرتهم وعدم الحاجو إليه، وما كان عريباً أضافه إلى قائله أو ناقله، وما كان من الأسماء وبيان أحوال أصحابها نقله من كتب الأئمة الحفاظ الأعلام المشهورين بالإمامة في ذلك، والمعتمدين عند جميع العلماء: كـ:تاريخ البخاري"، وابن أبي خيثمة، وخليفة بن خياط المعروف بشباب، و"الطبقات" الكبير، و"الطبقات" الصغير لمحمد بن سعد كاتب الواقدي وغيرهم
ver.2
DOWNLOAD :
Ver.1 PDF (1-4) --> إدارة الطباعة المنيرية، دار الكتب العلمية - 4 اجزاء
Ver.2 (PDF) --> طبعة قديمة
(DOC)
تحميل الكتاب من هنا
iTheme Techno Blogger by Black Quanta. Theme & Icons by N.Design Studio
Free Blogger Templates created by The Blog Templates
Free Blogger Templates created by The Blog Templates