روضة العقلاء ونزهة الفضلاء
الحافظ ابي حاتم محمد بن حبان


"روضة العقلاء ونزهة الفضلاء" كتاب في الوعظ والتذكير، ويحتوي على ما يحتاجه العقلاء من عظات، وعلى ما يمكن للعالم إذا قام به أن يفوق أقرانه في العلم، كما وفي الكتاب تعريف بالخصال التي يجب على العاقل أن يتحلى بها، وأخرى يجب أن يبتعد عنها لأنها مذمومة، وفيه أيضا ذكر على وجوب ولزوم التوضيح وحث على زيادة الإخوان وإكرامهم، وحث على مجانية الحرص للعاقل، وزجر عن التجسس وسوء الظن، وعن الكراهية والمعاداة للناس، وعن استجاب إفشاء السلام للمرء، واستحباب التحبب إلى الناس من غير مقارنة المأثم، واستحباب التفريج عن الناس بقضاء الحوائج، وذكر للزم العقل والصلاح، وتوضيح لائتلاف الناس واختلافهم وصنوفهم.

ولما كان هذا الكتاب من أهم الكتب التي جاءت بالوعظ والإرشاد فقد اهتم بتحقيقه وبتخريج متنه وبشرح معانيه ومصطلحاته وبالتقديم لنبذة عرفت بالمؤلف وبالكتاب


Read NowRead Now






DOWNLOAD: PDF / RTF
الحمد لله المتفرد بوحدانية الألوهية المتعزز بعظمة الربوبية القائم على نفوس العالم بآجالها والعالم بتقلبها وأحوالها المان عليهم بتواتر آلائه المتفضل عليهم بسوابغ نعمائه الذي أنشأ الخلق حين أراد بلا معين ولا مشير وخلق البشر كما أراد بلا شبيه ولا نظير فمضت فيهم بقدرته مشيئته ونفذت فيهم بعزته إرادته فألهمهم حسن الإطلاق وركب فيهم تشعب الأخلاق فهم على طبقات أقدارهم يمشون وعلى تشعب أخلاقهم يدورون وفيما قضى وقدر عليهم يهيمون و ( 23 53 كل حزب بما لديهم فرحون )
وأشهد أن لا إله إلا الله فاطر السموات العلا ومنشيء الأرضين والثرى لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه ( 21 23 لايسأل عما يفعل وهم يسألون )
وأشهد أن محمدا عبده المجتبى ورسوله المرتضى بعثه بالنور المضي والأمر المرضي على حين فترة من الرسل ودروس من السبل فدمغ به الطغيان وأكمل به الإيمان وأظهره على كل الأديان وقمع به أهل الأوثان ف صلى الله عليه وسلم ما دار في السماء فلك وما سبح في الملكوت ملك وعلى آله أجمعين
أما بعد فإن الزمان قد تبين للعاقل تغيره ولاح للبيب تبدله حيث يبس ضرعه بعد الغزارة وذبل فرعه بعد النضارة ونحل عوده بعد الرطوبة وبشع مذاقه بعد العذوبه فنبع فيه أقوام يدعون التمكن من العقل باستعمال ضد ما يوجب العقل من شهوات صدورهم وترك ما يوجبه نفس العقل بهجسات

0 comments

Post a Comment