تلخييص وتهذيب كتاب
قلائد المرجان في بيان الناسخ والمنسوخ في القرآن
مرعى بن يوسف الكرمي

مقدمة المؤلف:
وبعد فهذه عرائس ونفائس جمعت فيها آيات الناسخ والمنسوخ بعد أن كانت مفرّقة. بالغتُ في ضمّها وقدّمت بعض فوائدي إليها. وقد صنف الأئمة من العلماء الأعلام في ناسخ القرآن ومنسوخه كتباً جمّة إرشاداً لأهل الإسلام، فمن جملتها كتاب هبة الله المفسر البغدادي العلامة الأمام ذكر أنه استخرج ما فيه من كتب عدتها خمسة وتسعون كتاباً. فلما رأيت ذلك وعلمت أن علم الناسخ [هو] علم الحلال من الحرام وفيه من الغموض مع كثرة التطويل ما يدق فهمه عن كثير من ذوي الأفهام دعاني داعي المشيئة والإلهام إلى جمع مؤلف مزيلاً للظلام مبالغاً في اختصاره على وضوحه خشية تطويل الأحكام لا سيما والهمم قد ضعفت والنفوس قد جبلت على حب المختصر من الكلام واعتمدت فيه على ما ذكره الأئمة العلماء من المفسرين هداة الأنام.

[هذه] لطيفة فيها الحث على معرفة الناسخ والمنسوخ وذم من لم يعرفه ولو كان عنده في العلم رسوخ. قال صاحب كتاب (الإيجاز): روي بالإسناد الصحيح أنّ أمير المؤمنين علياً (كرم الله وجهه) رأى رجلاً في المسجد يذكر الناس فقال له: أتعرف الناسخ من المنسوخ؟ قال: لا، فقال له: هلكت وأهلكت وأخرجه من المسجد ومنعه من القصص فيه. وروي مثل ذلك عن عبدالله بن عباس وأنه ركله برجله وقال له: هلكت وأهلكت. وروي عن ابن عباس في قول الله (تعالى): "ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً"، فقال: هو معرفة القرآن الكريم ناسخة ومنسوخة ومحكمة ومتشابهة ومجمله ومفصله ومقدمة ومؤخرة وحرامه وحلاله وأمثاله. وروى عن حذيفة بن اليمان أنه قال: إنما يفتي الناس أحد ثلاثة رجل يعلم منسوخ القرآن وناسخه، ورجل قاض لا يجد من القضاء بد، ورجل متكلف ولست بالرجلين الماضيين وأكره أن أكون الثالث. قال الشيخ الجليل هبة الله بن سلامة في كتابه (الناسخ والمنسوخ): جاء عن أئمة السلف أن من تعلم في شيء من علم هذا الكتاب ولم يعلم الناسخ والمنسوخ كان عمله ناقصاً لأنه يخلط النهي بالأمر والإباحة بالحظر.






DOWNLOAD: DOC

0 comments

Post a Comment