‫الشمائل الشريفة
‬ ‫جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي


قال الراغب كلمة كان هي عبارة عما مضى من الزمان وفي كثير من وصف ال تنبئ عن معنى‬ ‫الزلية نحو وكان ال بكل شئ عليما‬ ‫وما استعمل منه في جنس الشيء متعلقا بوصف له هو موجود فيه فينبه على أن ذلك الوصف‬ ‫لزم له قليل النفكاك عنه نحو وكان النسن كفورا‬ ‫وإذا استعمل في الماضي جاز أن يكون المستعمل فيه بقي على حاله وأن يكون تغير نحو فلن‬ ‫كان كذا ثم صار كذا ول فرق بين مقدم ذلك الزمن وقرب العهد به نحو كان آدم كذا وكان زيد‬ ‫هنا وقال القرطبي زعم بعضهم أن كان إذا أطلقت عن رسول ال {صلى ال عليه وسلم} وعلى‬ ‫آله وسلم لدوام الكثرة والشأن فيه العرف وإل فأصلها أن تصدق على من فعل الشيء ولو مرة‬ ‫وهي الشمائل الشريفة جمع شمئل بالكسر وهو الطبع والمراد صورته الظاهرة والباطنة وهي‬ ‫نفسه وأوصافها ومعانيها الخاصة بها ووجه إيراد المصنف لها في هذا الجامع مع أنه كله من‬ ‫المرفوع قول الحافظ ابن حجر الحاديث التي فيها صفته {صلى ال عليه وسلم} داخلة في قسم‬ ‫المرفوع اتفاقا‬ ‫1 ( كان رسول ال {صلى ال عليه وسلم} أبيض مليحا مقصدا )‬ ‫م ت في الشمائل عن أبي الطفيل صح‬ ‫كان رسول ال {صلى ال عليه وسلم} أبيض مليحا مقصدا بالتشديد أي مقتصدا يعني ليس بجسيم‬ ‫ول نحيف ول طويل ول قصير كأنه نحى به القصد من المور قال البيضاوي المقصد المقتصد‬ ‫يريد به المتوسط بين الطويل والقصير والناحل والجسيم وقال القرطبي الملحة أصلها في العينين‬ ‫والمقصد المقتصد في جسمه وطوله يعني كان غير ضئيل ول ضخم ول طويل ذاهبا ول قصير‬ ‫بل كان وسطا م في صفة النبي {صلى ال عليه وسلم} ت فى كتاب الشمائل النبوية من حديث‬ ‫الجريري عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ورواه عنه أيضا أبو داود في الدب فما أوهمه كلمه‬ ‫من تفرد ذينك به عن الربعة غير جيد قال رأيت رسول ال {صلى ال عليه وسلم} وما على‬ ‫وجه الرض رجل رآه غيري قال فقلت كيف رأيته فذكره وفي رواية لمسلم عنه أيضا كان أبيض‬

‫2 ( كان أبيض كأنما صيغ من فضة رجل الشعر ) ت فيها عن أبي هريرة صح‬ ‫كان أبيض كأنما صيغ أي خلق من الصوغ يعني اليجاد أي الخلق قال الزمخشري من المجاز‬ ‫فلن حسن الصيغة وهي الخلقة وصاغه ال صيغة حسنة وفلن بين صيغه كريمة من أصل كريم‬ ‫من فضة باعتبار ما كان يعلو بياضه من الضاءة ولمعان النوار والبريق الساطع فل تدافع بينه‬ ‫وبين ما يأتي عقبه من أنه كان مشربا بحمرة وآثره لتضمنه نعته بتناسب التركيب وتماسك‬ ‫الجزاء فل اتجاه لجعله من الصوغ بمعنى سبك الفضة وقد نعته عمه أبو طالب بقوله‬ ‫( وأبيض يستسقى الغمام بوجهه‬ ‫ثمال اليتامى عصمة للرامل ) وفي رواية لحمد فنظرت إلى ظهره كأنه سبيكة فضة وفي أخرى‬ ‫للبزار ويعقوب بن أبي سفيان بإسناد قال ابن حجر قوي عن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة‬ ‫يصفه فقال كان شديد البياض وفي رواية لبي الطفيل عن الطبراني ما أنسى شدة بياض وجهه‬ ‫مع شدة سواد شعره رجل الشعر بكسر‬ ‫الجيم ومنهم من سكنها أي مسرح الشعر كذا في الفتح وفسر بما فيه تثن قليل وما في المواهب أنه‬ ‫روى أنه شعر بين شعرين ل رجل ول سبط فالمراد به المبالغة في قلة التثني ت فيها أي الشمائل‬ ‫عن أبي هريرة رمز المصنف لصحته‬ ‫3 ( كان أبيض مشربا بياضه بحمرة وكان أسود الحدقة أهدب الشفار ) البيهقي في الدلئل عن‬ ‫على صح‬ ‫كان أبيض مشربا بياضه بحمرة بالتخفيف من الشراب قال الحرالي وهو مداخلة نافذة سابغة‬ ‫كالشراب وهو الماء الداخل كلية الجسم للطافته ونفوذه وقال البيهقي يقال إن المشرب منه حمرة‬ ‫إلى السمرة ما ظهر منه للشمس والريح وأما ما تحت الثياب فهو البيض الزهر وروى مشربا‬ ‫بالتشديد اسم مفعول من التشرب يقال بياض مشرب بالتخفيف فإذا شدد كان للتكثير والمبالغة فهو‬ ‫هنا للمبالغة في شدة البياض المائل إلى الحمرة وكان أسود الحدقة بفتحات أي شديد سواد العين‬ ‫قال في المصباح وغيره حدقة العين سوادها جمعه حدق وحدقات كقصب وقصبات وربما قيل‬ ‫حداق كرقبة ورقاب أهدب الشفار جمع شفر بالضم وبفتح حروف الجفان التي ينبت عليها‬ ‫الشعر وهي الهدب بالضم والهدب كثيره ويقال لطويله أيضا وما أوهم ظاهر هذا التركيب من أن‬ ‫الشفار هي الهداب غير مراد ففي المصباح عن ابن قتيبة العامة تجعل أشفار العين الشعر وهو‬ ‫غلط وفي المغرب لم يذكر أحد من الثقات أن الشفار الهداب فهو إما على حذف مضاف أي‬ ‫الطويل شعر الجفان وسمى النابت باسم المنبت للملبسة البيهقي فى كتاب الدلئل أي دلئل النبوة




Read NowRead Now



DOWNLOAD : DOC

0 comments

Post a Comment