k2-tester

القائد إلى تصحيح العقائد
الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي العتمي اليماني


قال الله تبارك و تعال : [ يَا َأّيهَا الّناس ُ أَْنُتمُ اْلفقرَاء ُ إِلَى الله وَاللهُ هوَ اْلغَنِي ّ الْحَمِيد ] .‬ ‫ُ‬ ‫ِّ ّ ُ ي‬ ‫ن س ت َُ ء‬ ‫فاطر : آية : 51 .‬ ‫تضافر العقل و الشرع على إثبات أن ال تبارك وتعال غن عن العالي ، و أنه سبحانه الكيم ، فخلق ال تعال‬ ‫اللق و تكليفه لم ل يكون إل موافقا لا ثبت من غناه سبحانه و حده و حكمته .‬ ‫و قال تعال : [ ومَا خلقْتُ الْجِن وَالْأِْنسَ ِإلّا لَِيعُ ُونِ ] . الذريات:65‬ ‫ْبد‬ ‫ّ‬ ‫َ ََ‬ ‫و عبادته سبحانه هي طاعته بامتثال ما أمر به و رضيه ، و اجتناب ما نى عنه و كرهه، و ل يكن الغن الميد ،‬ ‫الكيم العليم ، ليأمر عباده إل با هو خي لم ، و ل لينهاهم إل عما هو شر لم ، فإن أمرهم أو ناهم للبتلء فقط‬ ‫فطاعته نفسها خي لم ، و عصيانه شر لم ، و قد قال تعلى : [ إِ نْ تَكفرُوا فَإِنّ الّ ه غَنِيّ عَنْ ُ م وَل َيرضَى ِلعَِادِ هِ‬ ‫ب‬ ‫ْ‬ ‫كْ‬ ‫لَ‬ ‫ُْ‬ ‫اْلكفرَ وَإِن تَشْكرُوا َيرضَهُ لَكمْ ]الزمر: الية 7 تقول العرب : ل أرضى منك بكذا ، و أرضى منك بكذا . إذا كانت‬ ‫ُ‬ ‫ُْ ْ ُ ْ‬ ‫الفائدة للمتكلم . فإذا كانت هي للمخاطب و لكن التكلم بكرمه و رحته يب الي و يكره الشر قالوا : ل أرضى‬ ‫لك كذا ، و أر ضى لك كذا ، و قال تعال في ما ق صه عن لقمان : [ ومَ نْ يَشكرْ فَإِّمَا َيشْك ُ لَِنفْ سهِ ومَ نْ كفرَ فَإِنّ‬ ‫ُر ِ َ َ َ‬ ‫ُْ ن‬ ‫َ‬ ‫اللهَ غنِ ّ حَ ِيد ]: لقمان الية 21‬ ‫ّ َي م ٌ‬ ‫وفيما يص قصة سليمان [ هَذَا مِ نْ فضْل رَّي لَِيبْلوَنِي أَأَشكرُ أَ مْ أَكفرُ ومَ نْ شكرَ فَإِّمَا َيشْك ُ لَِنفْ سهِ ومَ نْ كفرَ‬ ‫ُر ِ َ َ َ‬ ‫ُْ َ َ َ ن‬ ‫ُْ‬ ‫َ ِب ُ‬ ‫فَإِن رَّي غَنِ ّ كرِي ] النمل: الية 04‬ ‫ّب يٌَ‬ ‫وقال تعال : [ وقَال ُوسَى إِنْ تَكفرُوا أَْنُم ومَنْ فِي الْأرضِ جَمِيعا فَإِن اللهَ َلغَِن ّ حَمِيد ] إبراهيم: 8 .‬ ‫ّّ ي ٌ‬ ‫َْ‬ ‫ُْ ت ْ َ‬ ‫َ َم‬ ‫وقال عز وجل : [ ومَنْ جَاهَدَ فَإّمَا ُيجَاهِدُ لَِنفْسهِ إِنّ اللهَ َلغَنِي عَنِ اْلعَالَميَ ]العنكبوت: 6‬ ‫ِ‬ ‫ّّ‬ ‫ِ‬ ‫ِن‬ ‫َ‬ ‫و ف ( صحيح مسلم ) و غيه(( عن أب ذر رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه و آله و سلم فيما روى عن ال‬ ‫تبارك و تعال أنه قال :(( يا عبادي إن حرمت الظلم على نفسي و جعلته بينكم مرما فل تظالوا ، يا عبادي كلكم‬ ‫ضا ٌ إل من هديته ، فاستهدون أهدكم ، يا عبادي كلكم جائع إل من أطعمته ، فاستطعمون أطعمكم ، يا عبادي‬ ‫ل‬ ‫كل كم عارٍ إل من ك سوته ، فا ستكسون أك سُ ُم ، يا عبادي إن كم تطئون بالل يل و النهار ، و أ نا أغ فر الذنوب‬ ‫ك‬ ‫جيعا ، فاستغفرون أغفر لكم ، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضرون ، و لن تبلغوا نفعي فتنفعون ، يا عبادي لو‬ ‫أن أولكم و آخركم ، و إنسكم و جنكم ،كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك ف ملكي شيئا ، لو‬ ‫أن أول كم و آخر كم و إن سكم و جن كم ، كانوا على أف جر قلب ر جل من كم ما ن قص ذلك من مل كي شيئا ، يا‬ ‫عبادي لو أن أولكم و آخركم و إنسكم و جنكم قاموا ف صعيد واحد فسألون ، فأعطيت كل إنسان مسألته ما‬ ‫نقص ذلك ما عندي إل كما ينقص الخيط إذا أدخل البحر ، يا عبادي إنا هي أعمالكم أحصيها لكم ، ث أوفيكم‬ ‫إياها ، فمن وجد خيا فليحمد ال ، و من وجد غي ذلك فل يلومن إل نفسه )) .‬ ‫فن ستطيع أن نف هم من هذا كله أن ال تبارك و تعال اقت ضى كمال جوده أن يود بالكمال إل ال د الم كن ، و ل‬ ‫يفي بذا أن يلق خلقا كاملي ، فإنا ذلك بنلة خلقهم حسان الصور ، و ذاك كمال يتمحض فيه المد للخالق من‬ ‫