الناسخ والمنسوخ في كتاب الله تعالى
قتادة بن دعامة السدوسي
أخبرنا الفقيه المكي أبو الحرم مكي بن عبد الرحمن بن سعيد بن عتيق وجماعة قال أنا الحافظ شيخ السلم فخر النام جمال الحفاظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن سلفة السلفي الصبهاني في العشر الخر من صفر سنة اثنتين وسبعين وخمس مائة بثغر السكندربة في منزله قراءة عليه وأنا أسمع قلت وفي طبقة السماع بخط السلفي هذا تسميع صحيح كما كتب وكتب أحمد بن محمد الصبهاني قال أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي ببغداد من أصل سماعه أنا أبو طاهر محمد بن علي بن يوسف بن العلف أنا أبو بكر أحمد بن جعفر ابن محمد بن سلم الختلي أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ثنا محمد بن كثير العبدي ثنا همام بن يحيى 66 ب قال سمعت قتادة يقول في قول الله تعالى فأينما تولوا فثم وجه الله 01 قال كانوا يصلون نحو بيت المقدس ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة وبعدما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا ثم وجهه الله تعالى نحو الكعبة البيت الحرام وقال في آية أخرى فلنولينك قبلة ترضها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره 21 أي تلقاءه ونسخت هذه ما كان قبلها من أمر القبلة وعن قوله جل وعز ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره 41 فأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعفو عنهم ويصفح حتى يأتي الله بأمره ولم يؤمر يومئذ بقتالهم فأنزل الله تعالى في براءة فأتى الله فيها بأمره وقضائه فقال قاتلوا الذين ل يؤمنون بالله ول باليوم الخر ول يحرمون ما حرم الله ورسوله إلى وهم صاغرون 51 فنسخت هذه الية ما كان قبلها وأمر فيها بقتال أهل الكتاب حتى يسلموا أو يفدوا بالجزية وعن قوله جل وعز ول تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم 71 فأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أل يقاتلهم عند المسجد الحرام إل أن يبدأوا فيه بقتال وقال في آية أخرى يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير 91 كان القتال فيه كبيرا كما قال الله تعالى فنسخ هاتين اليتين في براءة فإذا انسلخ الشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد 02 وقال تعالى وقاتلوا المشركين كافة يعني بالكافة جميعا كما يقاتلونكم كافة 12 وقال والشهر الحرم قال كان عهد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش أربعة أشهر بعد يوم النحر كانت تلك بقية مدتهم ومن ل عهد له ل نسلخ في المحرم فأمر الله جل وعز لنبيه صلى الله عليه وسلم إذا مضى الجل أن يقاتلهم في الحل والحرم وعند البيت حتى يشهدوا أن ل إله إل الله وأن محمدا رسول الله وعن قوله جل وعز والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلثة قروء 32 فجعل عدة المطلقة ثلث حيض ثم أنه نسخ منها عدة المطلقة التي طلقت ولم يدخل بها زوجها قال الله تعالى في سورة الحزاب يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة
تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميل فهذه ليس عليها عدة إن شاءت تزوجت من يومها وقد نسخ من الثلثة قروء اثنان واللئي يئسن من المحيض من نسائكم 52 فهذه العجوز قد قعدت من الحيض واللئي لم يحضن 62 فهذه البكر التي لم تبلغ الحيض فعدتها ثلثة أشهر وليس الحيض من أمرهما في شيء ثم نسخ من الثلثة قروء الحامل فقال و أولت الحمال أجلهن أن يضعن حملهن 72 فهذه أيضا ليست من القروء في شيء إنما أجلها أن تضع حملها وعن قوله تعالى وبعولتهن أحق بردهن في ذلك 82 أي في القروء الثلثة فنسخ منها المطلقة ثلثا قال الله جل وعز فإن طلقها فل تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره 92 وعن قوله تعالى كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية 03 والخير المال كأن يقال ألف فما فوق ذلك فأمر أن يوصي لوالديه وأقربيه ثم نسخ بعد ذلك في سورة النساء فجعل للوالدين نصيبا معلوما وألحق لكل ذي ميراث نصيبه منه وليست لهم وصية فصارت الوصية لمن ل يرث من قريب وغير قريب وعن قوله تعالى يسألونك عن الخمر والميسر 23 القمار كله قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وذمهما ولم يحرمهما وهي لهم حلل يومئذ ثم أنزل الله تعالى بعد ذلك هذه الية في شأن الخمر وهي أشد منها فقال يا أيها الذين آمنوا ل تقربوا الصلة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون 33 فكان السكر منها حراما عليهم ثم إن الله تعالى أنزل الية التي في سورة المائدة فقال يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والنصاب والزلم رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر إلى قوله فهل أنتم منتهون 43 فجاء تحريمها في هذه الية قليلها وكثيرها ما أسكر وما لم يسكر وعن قوله تعالى والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج 63 قال كانت المرأة إذا توفي عنها زوجها كان لها السكنى والنفقة حول من مال زوجها ما لم تخرج ثم نسخ ذلك بعد في سورة النساء فجعل لها فريضة معلومة الثمن إن كان له ولد والربع إن لم يكن له ولد وعدتها أربعة أشهر وعشرا 83 فنسخت هذه الية ما كان قبلها من أمر الحول ونسخت الفريضة الثمن والربع ما كان قبلها من النفقة في الحول وعن قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات إلى قوله من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين 04 كانت فيها رخصة الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة وهما ل يطيقان الصوم أن يطعما مكان كل يوم مسكينا أو يفطرا ثم نسخ تلك الية التي بعدها فقال وشهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر 14 فنسختها هذه الية فكان أهل العلم يرون ويرجون أن الرخصة قد ثبتت للشيخ الكبير والعجوز الكبيرة إذا لم يطيقا القيام أن يطعما مكان كل يوم مسكينا وللحبلى إذا خشيت على ما في بطنها والمرضع إذا خشيت على ولدها
حدثنا قتادة عن يزيد بن عبد الله أخي مطرف بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص للحبلى والمرضع وعن قتادة وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء 54 ثم أنزل الله تعالى والية التي بعدها فيها تخفيف ويسر وعافية ل يكلف الله نفسا إل وسعها أي طاقتها لها ما كسبت 64 فنسختها هذه الية حدثنا قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى تجاوز لمتي عن كل شيء تحدث أنفسها ما لم تكلم به أو تعمل به ومن سورة آل عمران يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته 15 أن يطاع فل يعصى ول تموتن إل وأنتم مسلمون 25 نسختها الية التي في التغابن فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا 35 وعليها بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم السمع والطاعة ما استطاعوا ومن سورة النساء وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قول معروفا عن قتادة عن سعيد بن المسيب أنه قال إنها منسوخة كانت قبل الفرائض كان ما ترك الرجل من مال أعطى منه اليتيم والمسكين وذوي القربى إذا حضروا القسمة ثم نسخ ذلك بعد ذلك حم نسختها المواريث فنسخ الله تعالى لكل ذي حق حقه ثم صارت وصية من ماله يوصي بها لقرابته وحيث شاء حدثنا قتادة قال قال الشعري ليست منسوخة وعن قتادة واللتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم إلى أو يجعل الله لهن سبيل واللذان يأتيانها منكم فئاذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان توابا رحيما 06 قال كان هذا بدء عقوبة الزنا كانت المرأة تحبس فيؤذيان جميعا فيعيران بالقول جميعا في الشتيمة بعد ذلك ثم أن الله تعالى نسخ ذلك بعد في سورة النور فجعل لهن سبيل فقال الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ول تأخذكم بهما رأفة في دين الله 16 وصارت السنة فيمن أحصن جلد مائة ثم الرجم بالحجارة وفيمن لم يحصن جلد مائة ونفي سنة هذا سبيل الزانية والزاني وعن قتادة عن قوله تعالى والذين عقدت أيمانكم فئاتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شئ شهيدا 36 وذلك أن الرجل كان يعاقد الرجل في الجاهلية فيقول هدمي هدمك ودمي دمك وترثني وأرثك وتطلب بي وأطلب بك فجعل له السدس من جميع المال ثم يقسم أهل الميراث مواريثهم ثم نسخ ذلك في سورة النفال قال وأولوا الرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شئ عليم 46 فنسخ ما كان في عهد يتوارث به وصارت المواريث لذوي الرحام وعن قوله تعالى إل الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أو جاءوكم
حصرت صدورهم إلى قوله وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيل 66 ثم نسخ بعد ذلك في براءة نبذ إلى كل ذي عهد عهده ثم أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقاتل المشركين حتى يشهدوا أن ل إله إل الله وأن محمدا رسول الله فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم و احصروهم واقعدوا لهم كل مرصد 76 ومن سورة المائدة وعن قوله تعالى يأيها الذين آمنوا ل تحلوا شعائر الله ول الشهر الحرام ول الهدي ول القلئد ول ءآمين البيت الحرام يبتغون فضل من ربهم ورضوانا 86 فنسختها براءة فقال الله جل وعز فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم 96 وقال الله تعالى ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر إلى قوله وفي النار هم خالدون 07 فقال تعالى إنما المشركون نجس فل يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا 17 وهو العام الذي حج فيه أبو بكر رضي الله عنه ونادى علي فيه بالذان يعني بالذان أنه قرأ عليهم علي رضي الله عنه سورة براءة وعن قوله تعالى ول تزال تطلع على خائنة منهم إل قليل منهم فاعف عنهم واصفح 37 حتى يأتي الله بأمره تعالى فأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعفو عنهم ويصفح ولم يؤمر يومئذ بقتالهم ثم نسخ ذلك بعد في براءة فقال قاتلوا الذين ل يؤمنون بالله ول باليوم الخر إلى قوله وهم صاغرون 47 فأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقاتلهم حتى يسلموا أو يعطوا الجزية وعن قوله تعالى سماعون للكذب آكلون للسحت فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم 67 يعني اليهود فأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يحكم بينهم أو يعرض عنهم إن شاء ثم أنزل الله تعالى الية التي بعدها وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله 77 فأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم يحكم بينهم بما أنزل الله بعد أن كان رخص له إن شاء أن يعرض عنهم ومن سورة النعام وعن قوله تعالى وذر اللذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا 97 ثم أنزل الله في براءة فأمر بقتالهم ومن سورة النفال وعن قوله وإن جنحوا للسلم فاجنح لها 18 فنسختها الية التي في براءة فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم 28 وعن 76 ب قوله تعالى والذين ءامنوا ولم يهاجروا مالكم من وليتهم من شيء حتى يهاجروا 38 قال فانزلت هذه الية فتوارث المسلمون بالهجرة فكان ل يرث العرابي المسلم من المهاجر المسلم شيئا ثم نسخ ذلك بعد في سورة الحزاب فقال تعالى وأولوا الرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين 48 فخلط الله تعالى بعضهم ببعض وصارت المواريث بالملك وعن قوله تعالى إل أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا 58 يقول إلى أوليائكم من أهل الشرك وصية ل ميراث لهم فأجاز الله تعالى الوصية ول ميراث لهم
DOWNLOAD: DOC
iTheme Techno Blogger by Black Quanta. Theme & Icons by N.Design Studio
Free Blogger Templates created by The Blog Templates
Free Blogger Templates created by The Blog Templates