المكتفى في الوقف والابتدا
أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني
يتناول "أبو عمروالداني عثمان بن سعيد بن عثمان" هذا الكتاب والمعنون بـ"المكتفي في الوقف والاتبدا" ظاهرة مهمة في اللغة من حيث إجراؤها على نص القرآن الكريم، بمقتضى الرواية والتفسير وعلوم العربية من نحو وصرف ومعنى، واختيار الأئمة من القراء وأهل اللغة والنحو.
ففي خطبة الكتاب ذكر قوله: "هذا كتاب الوقف التام والوقف الكافي والحسن في كتاب الله عز وجل اقتضيته من أقاويل المفسرين ومن كتب القراء والنحويين. واجتهدت في جمع متفرقة وتمييز صحيحه وإيضاح مشكله وحذف حشوه واختصار ألفاظه وتقريب معانيه، وبينت ذلك كله وأوضحته ودللت عليه ورتبت جميعه على السور نسقاً واحداً...".
ومن الأبواب التي جاء عليها: "باب في الحض على تعليم التمام، وباب ذكر التبيان عن أقسام الوقف وباب ذكر تفسير الوقف التام، وباب ذكر تفسير الوقف الكافي وباب ذكر الوقف الحسن وباب تفسير الوقف القبيح".
وهو في أكثر هذا يستشهد بما جاء من خبر وأثر. فمن ذلك روايته بسنده من طريق أبي المليح الرقي عن ميمون بن مهران قال: إني لأقشعر من قراءة أقوام يرى أحدهم حتماً عليه أن لا يقتصر عن العشر إنما كانت القراء تقرأ القصص إن طالت أو قصرت. يقرأ أحدهم اليوم "وإذا قيل لهم لا تفسدون في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون". قال: ويقوم في الركعة الثانية فيقول: "ألا إنهم هم المفسدون".
وفي بحثه للظاهرة في سورة الفاتحة يقول: "وإن وقف على رأس كل آية من هذه السورة على مراد التقطيع والترتيل فحسن. وقد وردت السنة بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم". ويسوق حديثاً من روايته من طريق ابن أبي مليكة عن أم سلمة أم المؤمنين في صفة قراءة النبي الكريم. وهو ينتفع بأئمة كبار رويت مذاهبهم في إجراء الظاهرة ولبعضهم كتب فيها.
وينتفع بالتفسير فيقول: "ومن قال إن التحريم كان أبداً وإن التيه كان أربعين سنة، وهو قول عكرمة وقتادة، نصب "أربعين" بـ"يتيهون". فعلى هذا يكون الوقف على "محرم عليهم" وهو قول نافع ويعقوب والأخفش وأبي حاتم، وهو اختياري". والناظر في هذا الكتاب يتبين توالي الأخبار والآثار بحسب أرقام ميزت بها في النص كله.
وكان بين يديه عدة أصول، كما ذكر في مقدمة الكتاب، تزود منها، واطلع على اختيار أصحابها، وتوجيه بعضهم لما وقفوا عليه وعنده، غير أن كتابه في مجمله خال من الاستطراد، ومقتصد الحجم، ومحكم المادة، ودقيق العبارة واضحها.
وسمة هذا الكتاب إنما تظهر في اختيار المؤلف ووجوهه. فمن ذلك أخذه بالأثر في ما اختار، وذلك تحسينه للوقف على رؤوس الآيات في سورة الفاتحة. ومثل ذلك اختياره للوقف على الحروف بأول السور نحو سورة البقرة وآل عمران والأعراف وغيرها وجعله وقفاً تاماً.
ويختار للتفسير والمعنى نحو: الله يستهزئ بهم" و"الله خير الماكرين". وشبه ذلك، أن الاستهزاء والمكر من الله تعالى إنما هو على سبيل المجازاة. ورؤوس الآي في سورة البقرة وفي غيرها.
واعتداده بالمناسبة تفسح له أن يختار كما في قوله تعالى "فينقلبوا خائبين" تام، من سورة آل عمران، وذلك "لأن من أول القصة إلى هنا نزل في غزوة بدر. وقوله "ليس لك من الأمر شيء" إلى "فإنهم ظالمون" نزل في غزوة أحد". ويعرض لاختيار الآخرين من قراء ونحويين.
وللكتاب أكثر من ميزة، ذلك أن فيه كثيراً من القول والاختيارات لأئمة كتبهم التي تتضمن تلك النقول والاختيارات في حكم المفقودة، كما أن في تناول أبي عمرو، وهو من هو مقرئاً ومصنفاً في علوم القرآن وراوياً للحديث ومضطلعاً بالعربية، ما يجعل كتابه هذا بين غيره من كتب الفن مرجعاً قيماً ينتفع به العلماء وطلاب العلم
Read Now
DOWNLOAD : PDF
تحميل الكتاب من هنا
iTheme Techno Blogger by Black Quanta. Theme & Icons by N.Design Studio
Free Blogger Templates created by The Blog Templates
Free Blogger Templates created by The Blog Templates