طريق الهجرتين و باب السعادتين
ابن قيم الجوزية
غرس الله تعالى شجرة محبته ومعرفته وتوحيده في قلوب من اختاره لربوبيته واختصهم بنعمته وفضلهم على سائر خليقته فهي كشجرة الايمان أصلها ثابت في القلب وفرعها من الكلم الطيب والعمل الصالح في السماء فلا تزال هذه الشجرة تخرج ثمرها كل وقت بإذن ربها من طيب القول وصالح العمل ما تقر به عيون صاحب الاصل وعيون حفظته، وعيون أهله وأصحابه ومن قرب منه فان من قرت عينه بالله تعالى قرت به كل عين وأنس به كل مستوحش فإذا أحب أحب لله وإذا أبغض لله وإذا أعطى فلله، قد اتخذ الله وحده معبوده ومرجوه ومخوفه وغاية قصده ومنتهى طلبه واتخذ رسوله وحده دليله وإمامه وقائده وسائقه فله في كل وقت هجرتان:
- هجرة إلى الله تعالى بالطلب والمحبة والعبودية والتوكل والانابة، والخوف والرجاء والافتقار إليه.
- وهجرة إلى رسوله في حركاته وسكناته الظاهرة والباطنة بحيث تكون موافقة لشرعه الذي هو تفصيل محاب الله ومرضاته.
ولما كانت السعادة دائرة نفيا واثباتا مع ما جاء به كان جديراً بمن نصح نفسه أن يجعل لحظات عمره وقفا على معرفته وإرادته مقصورة على محابه. ولا جرم أن يكون كتاب (طريق الهجرتين) معلما ونبراسا في تبين قواعد السلوك لكلا الهجرتين
Mqd - Kitab
DOWNLOAD : PDF (Mqd - Kitab) / (DOC)
تحميل الكتاب من هنا
iTheme Techno Blogger by Black Quanta. Theme & Icons by N.Design Studio
Free Blogger Templates created by The Blog Templates
Free Blogger Templates created by The Blog Templates