دراسات في الحديث النبوي وتاريخ تدوينه
محمد مصطفى الأعظمي
لا شك أن أهم مجالات البحث فيما يتعلق بدراسة الحديث هو الكشف عن تلك المجموعات الصغيرة من الأحاديث، السابقة على المجموعات الست (الكبرى) المعتمدة: البخاري، ومسلم، وبقية الكتب الستة وتحقيقها وبيان مدى صحتها. وفي هذا المجال، فإن الدكتور الأعظمي قد قام بعمل رائد بلغ الذروة في قيمته، وقام بهذا العمل على مقتضى الأقيسة الصحيحة للبحث العلمي. وإن الرسالة التي قدمها في هذا الكتاب، والتي منحته جامعة كمبردج من أجلها درجة الدكتوراه في الفلسفة، فهي في اعتقادي من أروع التحقيقات العلمية التي قدمت في هذا المجال في العصر الحديث، ومن أكثرها أصالة، وفيها يدافع المؤلف عن السنة النبوية الشريفة بتصديه لآراء المستشرقين ومناقشتها مناقشة علمية ورد شبهاتهم ونقد آرائهم بالأدلة الدافعة، وإسقاط الروايات الضعيفة التي اعتمدوها والكشف في وضوح عن خطأ فهمهم لبعض الروايات العربية.
وبذلك يقف كتابه في المقدمة مع الدراسات المعاصرة الجيدة في تاريخ الحديث ويسهم بنصيب موفق في خدمة السنة النبوية من ناحية تاريخها وتدوينها وتصنيفها ورد شبهات المغرضين. وبصورة عامة جاءت الدراسة مقسمة إلى قسمين وثلاثة ملاحق: يشتمل القسم الأول على تسعة أبواب عالجت المواضيع التالية: الباب الأول: أبرز مكانة السنة النبوية في الإسلام. والباب الثاني: صوّر النشاط التعليمي في الجزيرة العربية في العصر الجاهلي وصدر الإسلام. وفي الباب الثالث: مناقشة حول منع النبي صلى الله عليه وسلم كتابة الأحاديث النبوية وإباحتها، وإثبات أن منع النبي للكتابة كان في حالة كتابته مع القرآن، أو الحديث المنسوخ. الباب الرابع: يتعلق بكتابات الصحابة للأحاديث النبوية، وكذلك الكتابات عنهم على أيدي التابعين واتباع التابعين عن التابعين أنفسهم. وفي الباب الخامس: بحث في تحمل العلم وكيفية تلقيه، والمنهج المتبع في دراسة الأحاديث النبوية في تلك الأيام. الباب السادس: يتعلق بالكتب من الناحية الشكلية، وكذلك المواد الكتابية وسرقة المواد العلمية... الباب السابع: خاص بمشاكل الأسانيد وما يدور حولها من الشكوك والشبهات، مع تقويم نظام الإسناد من وجهة النظر العلمية. الباب الثامن: يبحث مدى إمكانية الوثوق بكتب السنة النبوية. أما الباب التاسع: فهو خاص بترجمة مؤلف ورواة الجزء الذي يشكل القسم الثاني من هذا البحث.
أما القسم الثاني: فهو يتألف من بعض المخطوطات التي انتخبها الباحث من أكثر من عشر مخطوطات، عاش أصحابها من نهاية القرن الأول إلى منتصف القرن الثاني على وجه التقريب، وكان من الممكن على الباحث أن يعمل على تحقيق تلك المخطوطات بكاملها لكنه وجد من الأفضل العكوف على مخطوطة واحدة والتعمق في دراستها وهي نسخة سهيل بن صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه ذلك الصحابي الجليل، راوية الإسلام الذي أصبح في عصرنا هذا هدفاً للطعن والتشنيع ظلماً وزوراً
Mqd - Kitab
DOWNLOAD : PDF (Mqd - Kitab)
تحميل الكتاب من هنا
iTheme Techno Blogger by Black Quanta. Theme & Icons by N.Design Studio
Free Blogger Templates created by The Blog Templates
Free Blogger Templates created by The Blog Templates