المنهاج السوي في ترجمة الإمام النووي
جلال الدين السيوطي


عُني المسلمون عناية بالغة بتراجم الرجال، على اختلاف أعصارهم وأمصارهم، وتنوع طبقاتهم واختصاصاتهم، فأفردوا لذلك المصنفات الكثيرة، ووضعوا المؤلفات الزاخرة، حتى أننا لا نبالغ إذا قلنا أن المكتبة الإسلامية هي أغنى مكتبات الأمم بكتب التراجم.
فعلى مرّ عصور الإسلام الزاهرة، نبغ علماء أجلاء، قبسوا من مشكاة النبوة، فسطعت أنوارهم، وسارت بمحاسنهم الركبان، واشتهرت فضائلهم في سائر البلدان، وشدت إليهم الرحال، وكانوا منائر للعلم، وأعلاماً للحق والهداية، حتى إذا ما طويت صفحة حياتهم المثمرة، جاء من بعدهم قوم أخلصوا لهم الوفاء، فذكروا محاسنهم ودونوا مآثرهم، اعتقاداً منهم بأن التاريخ الحقيقي لكل أمة، إنما هو تاريخ النابغين فيها.
والكتاب الذي بين أيدينا، يضم بين دفتيه سيرة أحد أولئك الأعلام الكبار، هو الشيخ الإمام يحيى بن شرف النووي كما وصفه الإمام الذهبي، وقال فيه الإمام ابن كثير: "كان على جانب كبير من العلم والعمل والزهد والتقشف، والاقتصاد في العيش، والصبر على خشونته، والتورع الذي لم يبلغنا عن أحد في زمانه، ولا قبله بدهر طويل". وقال السبكي: "ما اجتمع بعد التابعين المجموع الذي اجتمع في النووي، ولا التيسير الذي يسر له".
والإمام السيوطي، الذي كان من أوسع علماء عصره ثقافة وأخصبهم إنتاجاً، عرف عظيم فضل النووي وعلمه، وأدرك سمو منزلته وعلو شأنه، فخصه بهذا الكتاب الكتاب، عارضاً سيرة حياته مستقصياً فيها أخباره ومآثره ومناقبه. وقد جمع مادة كتابه من مخزون كتب التراجم والسير، وأكثر النقل عن الشيخ ابن العطار تلميذ النووي وترجمانه




Read NowRead Now





DOWNLOAD : PDF

تحميل الكتاب من هنا

0 comments

Post a Comment