تفسير الضحاك
أبو القاسم الضحاك بن مزاحم الهلالي

جمع ودارسة : محمد شكري أحمد الزاويتي


الضحاك بن مزاحم هو علم من أعلام التفسير، وقد حقق لنفسه مكانة علمية شامخة في التفسير على مستوى عصره. فقد ترك لمن بعد آثاراً اعتمدها المفسرون في مختلف علوم القرآن، وتناقلتها الأجيال، وليس غريباً هذا على عالم كالضحاك حيث كان المستودع في زمانه لعلوم الصحابة، خصوصاً على ابن عباس وابن مسعود في التفسير وباقي فروع العلم.
وفضلاً عن ذلك نجد لتفسير الضحاك صدىً علمياً واسعاً استشهد بها العلماء كل ضمن تخصصه. أما منهجه فقد اعتمد لذلك تفسير القرآن بالقرآن فكان يفسر الآية بنظيراتها، ويفسر معنىً قرآنياً بما يشاكله ويشابهه، كما أنه كان يهتم بالقراءات في تفسيره، لأن تفسير الآيات بالقراءات الواردة فيها تبرز المعاني القرآنية التي يحتويها النص القرآني، بالإضافة إلى ذلك فإن الضحاك كان يأخذ بعين الاعتبار، في تفسيره، بمواضيع علوم القرآن، منها ما يتعلق بأسباب النزول، ومنها ما يتعلق بفواتح السور، ومنها ما يتعلق بمعان القرآن كالمحكم والمتشابه والكليات القرآنية، ومنها في مواضيع الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم.
وتجدر الإشارة إلى أن تفسير الضحاك كان مفرقاً في بطون التفاسير ولأن الضحاك كان ممن حملوا لواء الريادة في هذا العلم، وتركوا فيمن بعدهم من المفسرين آثاراً بارزة كان جهد الدارس في جمع هذا التفسير في هذا الكتاب الذي جاء كرسالة لنيل درجة الدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن.
وقد استهل رسالته هذه بمقدمة تكلم فيها عن التفسير والتأويل ومدارس التفسير في عهد الصحابة والتابعين وخطوات التفسير، والتفسير بالمأثور وحكمه، والتفسير بالرأي وحكمه، والإسرائيليات في التفسير وأثرها لينتقل من ثم للحديث عن حياة الضحاك وعن الضحاك كمفسر، وعن مصادره ومنهجه في التفسير، ليكرر الباحث بعد ذلك الباقي في الرسالة، وهو صلبها، لعرض أقوال الضحاك في التفسير، حيث جمع ما وقف عليه من هذه الأقوال من كتب التفسير بالمأثور وكتب السنة وغير ذلك، وقد جاوزت ثلاثة آلاف أثر، مستعرضاً بعدها الآيات التي يتعلق رأي الضحاك بها مع تدوين الأثر أو الآثار المتعلقة بها حسب ترتيب القرآن، وقد عمد الباحث إلى تخريج هذه الآراء والآثار من مصادرها الأصلية مع بحث أسانيدها ودراسة الرجال ثم تقوية هذه الآثار بذكر رأي غيره ممن وافق رأيُّه رأيَّه، وتخرج هذه الآثار من أكثر من مصدر وشرح ما يحتاج منها إلى شرح من معاجم اللغة وشروح السنة وكتب التفاسير وغير ذلك. مختتماً عمله هذا بذكر أهم النتائج التي توصل إليها



Read NowRead Now






DOWNLOAD : PDF / PDF

تحميل الكتاب من هنا

0 comments

Post a Comment