k2-tester

الدرر اللوامع على همع الهوامع شرح جمع الجوامع
أحمد بن الأمين الشنقيطي

خدم السيوطي لغة العرب خدمة قصر عنها معاصروه، ولم يفته فيها سابقوه وقد ألف فيها كتباً كثيرة منها ما خص به أصولها، ومنها ما خص به فروعها. ومن أجمع ما ألف، وأنفع ما صنف: "همع الهوامع على جمع الجوامع". وما قصر عنه في هذا الكتاب هو بتر شواهده، فإنه كثيراً ما يأتي بشطر بيت أو بكلمة أو كلمتين منه، وكان الشاهد فيما بقي، وإنما فعل ذلك اتكالاً على الحفظ، لما يعلم في أهل زمانه من سيلان الأذهان، والحرص على العلم، ولأنه ألف كتابه هذا للعلماء ولم يؤلفه لصغار الطلبة.

فكان أن انبرى الشنقيطي إلى تذييله بما يوضح الشواهد وكان الشنقيطي أميناً فيما ينقله، فقد كان يذكر اسم الكتاب، وهو مما يشهد له بالأمانة العلمية، وقد ذكر في متن كتابه ما ينوف على المئة وسبعين اسماً من أسماء الكتب، ولعل أهم المصادر النحوية التي اعتمدها المؤلف في وضع كتابه هو شرح الأشموني، وألفية ابن مالك، والتسهيل لابن مالك، والتصريح الأزهري، والتوضيح لابن هشام، وشرح التسهيل لأبي حيان، وشرح التسهيل للأماميين، وشرح شواهد المغني للسيوطي، والكتاب لسيبويه، ومغني اللبيب لابن هشام. ومن أهم المراجع فيما يتعلق بالشعر كان اعتماده على دواوين الشعراء.

ويتضح الكم الكبير من المصادر التي اعتمدها المؤلف من خلال الفهرس الفني الذي ذيّل به المحقق الكتاب. وقد جاء عمله في التحقيق على الشكل التالي: ضبط الشواهد والنصوص التي تحتاج إلى ضبط، تصويب الأخطاء الطباعية التي وقعت في المتن، وضع عناوين للبحوث التي غفل المؤلف عن وضع عناوين لها، تخريج الشواهد، معارضة نصوص المؤلف على أصولها في مصادرها وتصويب ما كان خطأ مع التنبيه إلى اختلاف الرواية إن وجد المحقق ذلك، استدراكه للشواهد التي وردت في همع اللوامع والتي أغفلها المؤلف، نسبة الشواهد إلى قائليها والتي كان المؤلف قد ذكر أنها مجهولة القائل


Read Now