البينات في بيان بعض الآيات
الملا علي بن سلطان محمد القاري الهروي


في هذا الكتاب تعليق لطيف، وبيان نفيس، لما فسر به العلامة الكبير القاضي البيضاوي هذه الآية الكريمة في تفسيره المشهور، الذي اجتمع له من التعليقات والشروح والحواشي ما لم يجتمع لتفسير آخر!
ولعل اختيار العلامة الملا علي القاري هذه الآية للشرح والتعليق من بين ما فسره البيضاوي، هو لما ورد في تفسيرها من إجمال وإيجاز واجتهاد، ثم كان معتركاً لأصحاب الحواشي في بيان كلماته وتقريب فحواه.. حتى قال المفسر العالم إسماعيل القنوي في حاشيته عليه (3/143): "لما كان كلام الشيخ البيضاوي في تفسير قوله تعالى: "يوم يأتي بعض آيت ربك" الآية، من معارك الآراء ومشتبه الأعلام، بحيث يعجز عن توضيحه فحول الفهام الكرام، أردت بعون الله تعالى تبين مرامه ورفع حجابه، معتصماً بالملك العلام"!
وكانت المكانة العلمية والحاسة الذهنية لدى الإمام القاري دافعاً لأن يخوض في غمار هذا المعترك، فدخل فيه بسلاح العلم والحكمة، فكان مفسراً شارحاً، ومعلقاً ناقداً، فاستدرك على القاضي أشياء لعل الآخرين لم يتنبهوا إليها، وبين في موضع مخالفته لجمهور المفسرين لعله لم يقصده، أو أنه دقة فهم من المؤلف لعبارته، مع بيان ما أجمله في مواضع، أو خفي على القارئ مراده.
لكن بيت القصيد في تعليقه هذا هو ما يتعلق بمفهوم العنوان الذي اختاره لكتابه، وهو "البينات في بيان بعض الآيات". فالمقصود بالآيات هنا علامات القيامة الكبرى، وليس "آيات" القرآن الكريم، فإن ما علق عليه المؤلف هنا هو تفسير آية واحدة من سورة الأنعام، وليس آيات!
وحقاً لما وصل إلى موضعه أثار موضوعات دقيقة، لعله لم يشف غليل القارئ في كليته! وخاصة في بيان الوقت الذي لا يقبل فيه إيمان المرء ولا توبته ممن لم يؤمن أو لم يتب من قبل، عند ظهور الآيات الكبرى للساعة، وحول مدى عموميتها وظروفها. لكن "الشهاب" في حاشيته على التفسير حسم هذا الأمر كما بينته في الهامش.
ثم أورد المؤلف مسائل عقدية في آخر كتابه، وختمها بسؤال لم يجب عليه، مما يثير همة بعض العلماء للإجابة والبيان والتفصيل في مؤلف مستقل




Read Now Read Now






DOWNLOAD : PDF / PDF

تحميل الكتاب من هنا

0 comments

Post a Comment