تاريخ الخلفاء الفاطميين بالمغرب - القسم الخاص من كتاب عيون الأخبار
الداعي ادريس عماد الدين
ينتظم هذا الكتاب السبع الخامس وجزءاً من السبع السادس من عيون الأخبار، فمادته تتكون من أخبار الحلفاء الفاطميين الأربعة لأول، وتنتهي بوفاة المعزّ لدين الله، مع انصراف ضروري إلى شيء من أخبار المشرق كشوء الدعوة باليمن وخروج المهدي من الشام، وفتح جوهر لمصر وحروبه مع القرامطة. وقد حاول المحقق في عمله هذا تقديم نصّ واضح مفهوم للقارئ، فقام ولهذا الغرض بمقابلة رواية المؤلف برواية غيره، ولا سيما ما ينقل منه مباشرة ككتب النعمان وديوان ابن هانئ وسيرة جوذر. والنقول كثيرة جداً، وربما طغت في السبع السادس على كلام المؤلف نفسه. وفي مقابلة الروايات للحدث التاريخي، بين مصادر شيعية وأخرى سنية مثلاً، لم يكتف المحقق بوضع الخصمين وجهاً لوجه، بل هو عمد إلى إبدء الرأي منتقداً غلوّ هذا وتحامل ذاك. كما أنه بذل مجهوداً كبيراً في التعريف بالأشخاص والاماكن، معتمداً على ما أمكنه الحصول عليه من مراجع قديمة ومعاصرة، وما لم يوفق إلى ضبطه والتعريف به، قام بالتنبيه إليه كذلك، وكذلك الأمر في تخريج الحديث النبوي والأبيات، فقد وفق المحقق في البعض ووقف في البعض الآخر. وبالنسبة للمؤلف الداعي إدريس عماد الدين، فهو داعٍ يمني تقلد رتبة "الداعي المطلق" في الدعوة الفاطمية في فترتها اليمنية بعد انقراض الدولة من مصر. تولى زعامة المذهب من سنة 832هـ/1428م إلى وفاته سنة 872هـ/1468م. فهو متأخر بالنظر إلى الفترة التي يؤرخ لها، فلا غرابة أن ينقل بصراحة أو تصرفاً عن مصادر فاطمية قديمة، من شائع معروف، كرسالة استتار الإمام وسيرة جعفر الحاجب وسيرة جوذر الأستاذ، وافتتاح الدعوة والمجالس والمسايرات، أو مخزون مجهول كتاريخ القاضي النعمان الذي سماه "أخبار الدولة". وربما نقل أيضاً عن مصادر مفقودة كأحد التواريخ المغربية التي تنسب إلى الرقيق القيرواني، وابن الجزّار الطبيب، وابن شدّاد الصنهاجي. ويقول إسماعيل قربان بوناوالا في الترجمة التي خصصها له أنه كان، إلى جانب كونه مؤلفاً في فنون متنوعة، رجل سياسة ورجل حرب، فقاوم الزيدية باليمن وافتكّ منهم كثيراً من الحصون والقلاع. كما وجه اهتمامه إلى الهند ومهد لتمويل مراكز الدعوة الإسماعيلية إليها. وكان مولده سنة 794هـ/1392م بقلعة شبام من جبل الحراز باليمن، وهي من معاقل الدعوة الإسماعيلية، وقد خلف عمه الداعي علي بن عبد الله، فكان هو الداعي المطلق التاس عشر.
وذكر له من المؤلفات "عيون الأخبار" هذا، وحلل محتوى كل سبع من أجزاءه السبعة. وكتاب "عيون الأخبار وفنون الآثار في ذكر النبي المصطفى المختار ووصية الكرّار وآلهما الأطهار" يقع في سبعة أجزاء، سماها المؤلف أسباعاً. هذا وإن عدد سبعة له شأن خاص عند الشيعة الإسماعيلية، وهم يسمون أيضاً "الشيعة السبعية" انطلاقاً من إمامهم السابع محمد بن إسماعيل، ولذلك قال المؤلف في تعريف المعزّ: "وهو سابع أسبوعين من أئمة دور النبي محمد القائمين بعد الوحي عليّ، ورابع أئمة الظهور وقد حلل بوناوالا محتوى الأسباع فقال: السبع الأول: في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم. السبعان الثاني والثالث: في سيرة عليّ بن أبي طالب ووقائع الجمل وصفين والنهروان. الأسباع الرابع والخامس والسادس (هي التي نشرها مصطفى غالب، وينشر في هذا الكتاب قسماً منها). السبع السابع: يعرض لخلافة المستنصر والمستعلي والأمر واستتار الطيب، ثم لدعوة الصليحيين والدعوة المستعلية الطيبية باليمن.
وأما قيمة الكتاب فهي تمثل، فيما يخص تاريخ المغرب، فيما ينقله المؤلف عن مصادر مفقودة لا يستبعد المحقق أن تكون مصادر سنية أو على الأقل معتدلة في تشيعها إن كانت شيعية. وعرض لثورة أبي يزيد في تماسكه وتسلسله هو إلى حدّ الساعة أو في رواية لهذه الفتنة العظمى التي كادت تقضي على هذه الدولة الجديدة
DOWNLOAD : PDF
تحميل الكتاب من هنا
iTheme Techno Blogger by Black Quanta. Theme & Icons by N.Design Studio
Free Blogger Templates created by The Blog Templates
Free Blogger Templates created by The Blog Templates