رؤوس المسائل - المسائل الخلافية بين الحنفية والشافعية
جارالله أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري


اشتهر عصر الزمخشري بالموسوعات المدونة في الفنون بعامة، وعلم الخلاف بخاصة، وأراد الزمخشري أن يكون كتابه هذا بمثابة المتن بالنسبة للمطولات في علم الخلاف حيث إ، المتون لا تتعرض لكل المسائل الفقهية بل أهمها، ليستفيد منه المبتدئ والمنتهي: "إذا قرأه المبتدئ وتصوره تنبه به على أكثر المسائل، وإذا نظر فيه المنتهي تذكر به جميع الحوادث".
كما أنه يضيف إضافة جديدة إلى مجموعة مدونات علم الخلاف بعرض أقوال مذهبين من مذاهب أهل السنة، حيث يمثل كل منهما اتجاهاً مغايراً، إذ ينتمي مذهب الأحناف إلى مدرسة الرأي، ومذهب الشافعية إلى مدرسة الحديث.
فمن ثم تكون للكتاب أهميته العلمية بين مجموعة المؤلفات في هذا المجال الفقهي.
احتوى الكتاب على معظم موضوعات الفقه الأساسية: العبادات، المعاملات، المناكحات، الجنايات، الحدود، الجهاد، على أنه لم يستوف في العرض، لكافة أبواب المسائل المتصلة بهذه الموضوعات، بل تخير بعضاً من مسائلها، فكان يكتفي في بعض الأبواب، بالمسألة والمسألتين والثلاث، من ذلك: كتاب الحوالة وكتاب الضمان: ذكر في كل مسألة واحدة. وكتاب الكفالة: ذكر فيه مسألتين. وكتاب العارية: ذكر فيه ثلاث مسائل.
فمجموع المسائل التي ذكرها تحت الأبواب المختلفة، لا تمثل كل الموضوعات الخلافية، بين الحنفية والشافعية، بل تمثل بعضاً منها وهو ما يمكن أن يعد من أهمها.
سار المؤلف في ترتيب كتابه على نمط مستقل في الموضوعات الفرعية، وإن شابه ترتيب الأحناف من حيث الأساس، لأنهم يبدأون بالعبادات فالمعاملات، فالمناكحات ثم يذكرون في آخرها كتاب العتق وما يلحقه من مسائل، فالجنايات والحدود، فيذكرون بعدها كتاب الصيد والذبائح والأضحية" وبعده: الدعوى والبينات، ثم يذكرون القضاء والإكراه، فالجهاد والمواريث.
اشتمل الكتاب على خصائص علمية ومنهجية نعرض هنا لأهمها: تميز الكتاب بالخصائص التالية:
-اقتصاره على أهم المسائل الخلافية.
-جمع المسائل المتشابهة بالأحكام بباب واحد من الأبواب المتفرقة، كما في كتاب البيوع، وفي هذا عون كبير للدارس على ربط الأحكام ببعضها، وأحرى به على تذكرها.
-عرضه السهل المبسط، بطريقة مقتضبة موجزة، وهو بهذا يحقق الهدف التعليمي من تأليف الكتاب، لييسر حفزه على الدارسين.
-أمانته العلمية: صحة نسبته الآراء التي حكاها عن أصحابها.
-أورد خمس مسائل على الأقوال المرجوحة لدى الشافعية.
-وكذلك أورد ثلاث مسائل على القول القديم للشافعي.
-وهناك مسألتان أورد في أثناء الاستدلال والتمثيل لها أقيسة مخالفة لحكم المذهب: وأورد مسألة واحدة فقط مخالفاً لقول الشافعي




Read NowRead Now


DOWNLOAD : here

0 comments

Post a Comment