عنوان الشرف الوافي
في علم الفقه والعروض والتاريخ والنحو والقوافي
إسماعيل بن ابي بكر المقرئ
مصنف هذا الكتاب هو شرف الدين أبو محمد بن عبد الله المقرئ، نشأ هذا العالم في أبيات حسين-مسقط رأسه-في منطقة الشرجة من سواحل اليمن على البحر الأحمر بين قبيلة بني شاور فتلقى أوائل العلم عن بعض شيوخ قومه في الشرع والأدب ونظم القافية. وبعد أن اشتد ساعده هاجر إلى الأبواب الأشرفية عام 782هـ-1380م ودخل زبيد، فاشتغل بطلب الفقه على الإمام جمال الدين الريمي.
وقرأ العربية على "ممد بن زكريا". وأقبل على العلم فقرأ في عدة فنون وبرز في جميعها وفاق أهل عصر وطال صيته وصار إماماً في الفقه والعربية والمنطق والأصول وبرز في المنطوق والمفهوم وصارت له اليد الطولى في الأدب نظماً ونثراً. تلك هي المواهب التي نعته بها علماءُ زمانه، وتلك هي المواهب الفكرية الغالية التي قدمها ابن المقرئ في مؤلفاته القيمة والتي منها كتاب بعنوان "الشرف الوافي في الفقه والعروض والتاريخ والنمو والقوافي" والذي صنفه على غير مثالٍ مُثل له، وهذا ما يدلك على علو باعه بالعلم، وعلو كعبه بين أقرانه في عصره.
وبالرجوع لمضمون الكتاب نجد أنه ينطوي في مجموعة على مؤلف في الفقه على مذهب الإمام الشافعي، رتبه مؤلفه على أبواب المذاهب متبعاً أسلوب الفقهاء في تنظيم الأبواب، ومستخدماً المصطلحات الفقهية الدقيقة التي تكشف عن مراميه ومدلولاته، وقد حَمَّلَ ابن المقرئ متن هذا المجموع الفقهي أربع رسائل: الأولى: رسالة موجزة في علم العروض، يتألف نصّها من الحروف الأولى التي تبتدئ منها أوائل سطور المجموع الفقهي، ويحدد هذه الحروف ويجمعها جدول عمودي يميز بلون أخضر فاتح. الثانية: رسالة موجزة في التاريخ وفيها تناول ابن المقرئ بني رسول من ابتداء حكمهم سنة 626هـ-1229م، حتى انتهائه من وضع الكتاب سنة 804هـ-1401م وتستخرج هذه الرسالة من وسط السطور ويحددها جدول عمودي ملون بلون أصفر مواز لأوائل السطور، وقوام كل سطر في هذا الجدول كلمة أو كلمتين أو بعض كلمة أو حرف ويجمع الكلام بعضه إلى بعض تنتظم الرسالة. الثالثة: رسالة في النحو كثيرة الإيجاز على نمط الخلاصات الدراسية وقد ذيل المؤلف هذه الرسالة بالترجمة عن نفسه، والتحدث عما لاقاه من ملوك عصره وأعني الأشرف الثاني إسماعيل، والناصر أحمد.
وهذه الرسالة كسابقتها تستخرج من جدول عمودي ملون بلون برتقالي مواز لأواخر السطور. الرابعة: رسالة موجزة في علوم القافية، ومبنى هذه الرسالة ينتظم من الحروف التي تقع في نهايات سطور المجموع الفقهي ويجمعها جدول عمودي ملون بلون أصفر يميزها عمّا سواها. بعد هذا العرض الطويل نستطيع القول بأن ابن المقرئ كان مبدعاً في المبنى ومقلداً في مضمون الموضوعات وبالتالي فإبداعه ينحصر في تلك الصياغة التي صاغ فيها مجموعة الفقهي ليفرغ عنه هذه الرسائل الأربع، فلا ريب أن عمله رياضة فكرية شاقة لا يطيقها إلا أولو العزم والمواهب. أما الموضوعات ذاتها فهي مطروقة في موضوعاتها، ولا تجديد فيها، فقد سار فيها على سنن من سبقه من العلماء. والخلاصة فإن كتاب ابن المقرئ طرفة فريدة، ودرة وضاءة في المكتبة العربية، يُشهد به للمؤلف بالتقدم والفضل، ونيله قصب السبق، وقد أدرك ابن المقرئ أنه كان مُجلِّياً في كتابه فقال: "إن سلوك هذه الطريق أَخذت منها البكارة، وشرعت لأهل العلم والفضل منهاجاً يقتفون منارة". ولأهمية هذا الكتاب فقد عني بتذييله بتحقيق لطيف هدفه توضيح ما أبهم فيها وما أشكل
Read Now
DOWNLOAD : PDF
iTheme Techno Blogger by Black Quanta. Theme & Icons by N.Design Studio
Free Blogger Templates created by The Blog Templates
Free Blogger Templates created by The Blog Templates