شرح الورقات لإمام الحرمين الجويني
تاج الدين عبد الرحمن بن ابراهيم الفزاري المعروف بــ ابن الفركاح الشافعي


ترجع أهمية هذا الشرح، لكونه أول شرح وضع على الورقات، فقد ألفه صاحبه في القرن السابع للهجرة، وباقي الشروح الأخرى تبدأ من القرن التاسع للهجرة فصاعداً، وإنما الفضل للمتقدم.

كما تتضح أهمية هذا الكتاب في استفادة أغلب من شرح الورقات بعده منه، كالإمام العبادي في شرحه الكبير، فهو في مواضع كثيرة يستشهد بعباراته.

وأيضاً تتضح أهمية هذا الكتاب، في أسلوب الشارح الذي جمع بين غزارة المعلومات، وسهولة فهمها.

من خلال قراءتنا لشرح الورقات فإننا نستطيع أن نلخص منهج التاج ابن الفركاح في النقاط التالية: 1-بدأ شرحه بذكر ترجمة موجزة لإمام الحرمين. 2-يذكر الجزئية المراد شرحها من متن الورقات، أحياناً بعد قوله: (قال) أو (قوله) أو (وذلك قوله)، وأحياناً بدون ذلك، ثم يبدأ الشرح. 3-يبدأ شرحه بتعريف المفردات الأصولية لغة واصطلاحاً. 4-يبين المسالة الأصولية المراد الحديث عنها، ثم يقرر مذهب إمام الحرمين في ذلك، ويعلله له ويوضح وجهة نظره، ثم يذكر الاعتراضات عليه إن وجدت، ويجيب على هذه الاعتراضات، وذلك بأسلوب واضح. 5-يذكر المذاهب الأخرى في المسألة، ولكن لا يكثر من تعداد المذاهب. 6-أحياناً يعزو مذهب العالم لكتابه. 7-يعارض أحياناً إمام الحرمين، 8-يستشهد كثيراً بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، مع اكتفائه منهما بموضع الشاهد فقط. 9-يستدل أحياناً في المعاني اللغوية بالأبيات الشعرية. 10-كثيراً ما يستخدم الأمثلة الفقهية، كتطبيقات على المسائل الأصولية، وذلك كمسألة وجوب الزكاة في الحلي غير المباح، وقتل الوالد بولده. 11-يستخدم الأمثلة العقلية المنطقية لتوضيح مراده، وذلك كقوله: الجزء لا يكون أعظم من الكل. 12-يذكر بعض القضايا النحوية ويناقشها بإسهاب، ويذكر آراء النحويين فيها، مما يدل على تبحره في النحو. 13-يذكر بعض المسائل الكلامية، عرضاً، أو للتمثيل، دون دخول في تفصيلات وتعقيدات، كمسألة التحسين والتقبيح. 14-ذكر في أثناء شرحه بعض الفرق الكلامية كالمعتزلة والمجسمة، وغيرهما، إما مورداً رأيهم بإيجاز، أو في أثناء كلامه في مسألة ما.

وبالنظر لأهمية هذا الشرح فقد اعتنت "سارة شافي الهاجري" بتحقيقه حيث اهتمت أولاً: بعزو الآيات القرآنية إلى مواضعها من القرآن الكريم. ثانياً: قام بتخريج الأحاديث النبوية والآثار من مصادرها الأصلية، مع الاستفادة من كتب التخريج التي تعتني بتخريج أحاديث كتب الأصول، كتخريج مختصر ابن الحاجب لابن كثير، وتخريج أحاديث منهاج الأصول للحافظ العراقي، وغيرهما من الكتب المعتبرة في هذا الفن. ثالثاً: عزت الأبيات الشعرية إلى قائليها ما أمكن. رابعاً: قام بتعريف المفردات الأصولية لغة واصطلاحاً، مع غزو ذلك إلى مراجعه. خامساً: إذا ذكر الشارح مسألة أصولية فإني أشرحها، ويعزو المذاهب التي ذكرها إلى قائليها، مع ذكر ما أهمله من مذاهب إن أمكن، وذكر مصادر ذلك كله من كتب الأصول المعتمدة





Read NowRead Now


DOWNLOAD : PDF

0 comments

Post a Comment