شرح الصاوي على جوهرة التوحيد
العلامة الشيخ أحمد بن محمد المالكي الصاوي
عد علم التوحيد من أشرف العلوم تبعاً للمعلوم، لم يخرج يه مصنفوه المخلصون عن مدلول الكتاب والسنة وإجماع العدول، به تنفى الشكوك والشبه والأوهام، وبه يرد على أهل الزيغ والإلحاد ما حبروه من سوء الكلام، ومن هنا وجب على كل مسلم أن يتعلم ما يصحح به عقيدتنا، لينزل عند أمر الله، وعند أمر الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك انبرى العديد من علماء التوحيد على تدوين المصنفات التي تعالج هذا الموضوع ومنهم الإمام إبراهيم اللقاني في منظومته (جوهرة التوحيد)، تلك المنظومة التي هي موضوع اهتمام المحقق "عبد الفتاح البزم" في هذا الكتاب من خلال شرح العلامة الصاوي لها، والتي أنشأها اللقاني في ليلة واحدة بإشارة شيخه في التربية والتصوف الشيخ "أحمد عرب الشرنوبي" وقد ألف عليها ناظمها فيما بعد ثلاثة شروح صغير ووسط وكبير.
ومن ثم اهتم بها العلماء، وانبروا لها شارحين ومقررين قديماً وحديثاً، لما وجدوه من صدق لهجة صاحبها، لوما استشعروه من محض إخلاصه، وقد جاءت الجوهرة جامعة لعقائد التوحيد، مبنية على مختار الإمام الحسن الأشعري بألفاظ سهلة، وأسلوب خال من المعاظلة والتعقيد، ولما كان الإمام اللقاني أحد الأعلام المشار إليهم بسعة الإطلاع ي علم الحديث والدراية والتبحر في الكلام، كانت جوهرته انفع تأليفه، لذلك اعتنى العلماء بشرحها ومنهم "الصاوي" الذي دون عليها كتابه "شرح الصاوي على جوهرة التوحيد" ذلك الشرح الذي جاء جامعاً لمذهب أهل السنة والجماعة، مبنياً على أقوال الأشاعرة والماتريدية المعتمدة في علم التوحيد مع بيان كثير من آراء الفرق المخالفة، والرد عليم اعتمد فيه مؤلفه شروح اللقاني، وتقريرات النفراوي عليها، وحاشية الامير على إتحاف المريد لعبد السلام اللقاني إلى غير ذلك من أمهات الكتب التراثية.
وليزاد شرح العلامة الصاوي وضوحاً، ولتسهل عبارته، اهتم "المحقق البزم" بتحقيقه وتجلى عمله بـ: أولاً: تقسيم الكتاب أقساماً ثلاثة: إلهيات، ونبوات، وغيبيات، وجعل ضمن كل قسم عناوين حسب الموضوعات مميزة بالخط الكوفي. كما واثبت في أعلى كل صفحة البيت المشروح في جوهرة التوحيد مضبوطاً بالشكل، مشيراً إلى الكلمة المشروحة في الصفحة باللون الأسود المباين لتتمة البيت. ثانياً: أتمم في الحاشية بعض الآيات التي يقتضي وضوح المعنى إتمامها، ثالثاً: أثبت تخريج الأحاديث الشريفة، مميزاً الصحيح من الحسن من الضعيف، منبهاً على أحاديث رواها الصاوي ولا أصل لها، رابعاً: ضبط شواهد الكتاب من آيات قرآنية، وأحاديث شريفة، وشعر، خامساً: صنع فهارس عامة للكتاب تساعد المضطلع في الرجوع إليه مثبتاً قائمة المصادر والمراجع والمخطوطة والمطبوعة
Read Now
DOWNLOAD : PDF / PDF / PDF
iTheme Techno Blogger by Black Quanta. Theme & Icons by N.Design Studio
Free Blogger Templates created by The Blog Templates
Free Blogger Templates created by The Blog Templates