الرسالة التسعينية في الأًصول الدينية
الإمام الكبير العلامة صفي الدين محمد بن عبد الرحيم بن محمد الأرموي الهندي


في البداية، إن موضوع ذم الإشتغال بالكلام ليس جديداً على مسامع أهل العلم، بل يمتد جذوره إلى عصر الأئمة السلف، الذين عاصروا نشأة الفكر الكلامي وظهروه، في أوائل القرن الثانى الهجري. وقد صدر عن كبار السلف، من اهل الفقه والحديث والتصوف، أمثال أبي حنيفة والشافعى وابن حنبل والجنيد رضى الله عنهم، كلام كثير فى ذم الكلام وأهله، تناقلة أصاحبهم، ولا يزال يتناقله النسا، كل لتبرير موقفه وتصحيح مذهبه, وأبرز الذامين له هو عالم قريش ملأ طباق الأرض علما الإمام المطلبي محمد بن إدريس الشافعي رضى الله عنهم، وهو الذى شنركز على تحليل كلامه الكبير فى هذا البحث.

أما بالنسبة لصدور هذا الذم منه، ومن غيره من الأئمة فلا سبيل لتكذيبه، لأنه قد ثبت فى الروايات الصحيحة عنهم، ثبوتا لا يقبل النقاش. وكل الذى يمكن فى خضم هذه الحكايات هو ان نقرا هذه الحكايات والأقوال، قراءة متكاملة، بحيث نفهمها فهما جيدا، فى ضوء القواعد الأصوليه والحقائق التاريخية، بدل أن ننطلق من موقف فكري، تبنييناه مسبقا، على وجه العشوائية وحينما نعالج هذا الموضوع بهذه الطريقة المقبولة نتوصل إلى النتيجة الموجوة، والصواب الذى لا محيد عنه.

فعلينا إذا أن نعرف معرفة صحيحة ما هو المراد بعلم الكلام، وكيف كانت نشأته الأولى وكيف تطور، وما طبيعته، وما إلى ذلك من الأمور. كما يجب أن نفهم أيضا موقف السلف الصالح من الأمور المستحدثة بصفة عامة، ونظرهم إلى الشبهات ومواطن الريبة بصفة خاصة



Read Now Read Now







DOWNLOAD : DOC

0 comments

Post a Comment