تأويل المختلف الحديث
أبي محمد عبد الله بن قتيبة الدينوري


تجه علماء السنة في بنائهم لصرحها اتجاهين واضحين لا يغني أحدهما عن الآخر: الأول في تدوين السنة الصحيحة بإسنادها، والثاني دفع الشبه والأهواء الباطلة وبيان وجه الحقيقة في ذلك. ويمكن أن يصنف هذا الكتاب "تأويل مختلف الحديث" ضمن المجموعة الثانية في الدفاع عن السنة، وهو يتميز بالإضافة إلى أن مصنفه هو أحد الأعلام الأئمة والعلماء الفضلاء، في أنه يعرض للشبه التي أثيرت حول تناقض بعض الأحاديث فيما بينها، أو معارضتها لآيات في كتاب الله تعالى، أو خروجها عن منطق العقل ومبادئ الفكر المتعارف عليها، أو مخالفتها لمألوف الناس ومعروفهم، أو لسنن الطبيعة وقوانينها العلمية. تلك الشبه التي أثارها المخالفون، الأمر الذي حملهم على إسقاط بعض الأحاديث وتعطيلها. ولقد كان عمل المؤلف رحمه الله بيان الحقيقة بالأدلة العلمية، وتفنيد المزاعم وكشف قصور الفهم بالملابسات المرافقة لورود النص... كما سيجد فيه القارئ إلى جانب دفاع ابن قتيبة (المصنف) عن السنة، ونصرته لها من الاستطرادات العلمية واللغوية والشعرية، والفقهية والفلسفية، والاستشهاد بالآيات القرآنية وتفسير بعضها، والاستدلال ببعض ما ورد في الكتب السماوية الأخرى والأحداث التاريخية والطرف والنوادر والحكايات، مما يمتع وينفع، ويدل على سعة معرفة المؤلف وإحاطته بعلوم ومعارف عصر.

ويعتبر هذا الكتاب بما احتواه من ردود وتفنيد للمزاعم. نافذة يطل منها القارئ على التيارات الفكرية والمذهبية التي كانت موجودة في القرن الثالث، مما يعتبر سجلاً حياً وشاهداً واضحاً على ما دار في عصر المؤلف من مناظرات ومنازعات وحوار رسخت فيها أقدام، وزلت بها عن الحق إفهام، وهي على كل حال سجل تاريخي يغني ويثري الفكر الإسلامي، ويعين على التمسك بالنافع الصالح، كما يبصّر بالمزالق والأهواء. وبالرغم من تمتع هذا الكتاب بمكانة مرموقة بين كتب التراث الإسلامي إلا أنه لم يلق الاهتمام الكافي من قبل المحققين والدارسين، هذا التقاعس عن الاهتمام بهذا الكتاب هو ما دفع "محمد محيي الدين الأصغر" إلى الاجتماع بتذييله بتحقيق لطيف هدفه توضيح مراميه وتفسير ما أبهم من معانيه أما عمله فتجلى بـ: أولاً: عمد إلى مقابلة المطبوع على المخطوط من نسخ الكتاب، مصححاً الأخطاء التي وجدها سواء ما كان منها بسبب الطباعة أو التصحيف... ثانياً: خرج أحاديث الكتاب الشريفة كلها سواء ما وقع الاختلاف في تأويله، أو ما أورده المؤلف على سبيل الاحتجاج أو الاستدلال. ثالثاً: خرج الآيات القرآنية وضبطها، مشيراً بالهامش إلى رقم الآية من السور. رابعاً: شرح بعض الكلمات الغامضة، تسهيلاً للقارئ في استيعاب المعنى. خامساً: عرف بعض الأعلام بنبذة مختصرة جداً في الهامش، اقتصر فيها على ذكر الاسم كاملاً والمولد إن عرف، وأبرز الصفات، وتاريخ الوفاة. سادساً: وضع فهرساً للأحاديث الشريفة، ورتبها حسب الحرف الأول من الحديث وفقاً للأحرف الهجائية. سابعاً: وضع فهرساً للأعلام الذين ورد ذكرهم في الكتاب.




Read NowRead HTML



DOWNLOAD :
Ver.1 (PDF) --> ط. المكتب الإسلامي 1999 م - ت. محمد محي الدين الأصفر
Ver.2 (PDF) --> ط. الكليات الأزهرية - ت. محمد زهري النجار
Ver.3 (PDF) --> ط. دار ابن عفان - ت. سليم بن عيد الهلالي
Ver.4 (PDF / PDF) --> ط. مطبعة كردستان العلمية، مصر - 1326 هـ

(DOC)

0 comments

Post a Comment