المعجم المفهرس للتراكيب المتشابهة لفظاً في القرآن الكريم
محمد زكي خضر


قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "إن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لم تضلوا بعده أبداً" -رواه ابن أبي شيبة-. واليوم فإن المسلمين أحوج ما يكونوا إلى أن يتمسكوا بهذا الحبل المتين كي يكونوا على صلى بالله فيقيهم من الضلال والهلاك. هذا القرآن لا يشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه. ولذلك على العلماء أن يعينوا المسلمين على هذا التمسك ومن واجبهم أن يظهروا للناس معانيه ويكشفوا أسراره ويبينوا أوجهاً ومعان جديدة وفق الزمان والحوادث.

ولقد أنزل الله كتابه الكريم على رسوله الأمين بلسان عربي مبين، ووضع كل آية وكل عبارة وكل لفظة بل وكل حرف ولك حركة في موضعها التام بحيث لو استبدلت كلمة محل كلمة أو حركة محل حركة لنقص ذلك التمام الذي تجده في القرآن معجزاً عرفه من عرفه وجهله من جهله. واللغة العربية اختارها الله جل وعلا لتكون وعاءً لكتابه الكريم وهي تستحق ذلك بجمالها وسعة معانيها وبلاغتها ودقة ألفاظها. وقد عجز بلغاء العرب وفصحاؤهم أن يأتوا بسورة بل وبآية من مثله. وعلى علماء العربية اليوم أن يبحثوا في كشف معاني القرآن وتبيان بلاغته.

أما العلماء والباحثون في معاني القرآن وتفسيره والداعون إلى التمسك به والعمل به فهم كذلك عليهم واجب التدبر والغوص في معانيه وكشف أسراره. إن هؤلاء وأولئك بحاجة إلى فهارس ومعاجم تعينهم على الوصول إلى غاياتهم بأسره الطرائق وأيسرها. وهذا المعجم واحد منها فهو يفيد من يبحث في تفسير القرآن وفي إعجاز القرآن وهو مفيد لحفظة كتاب الله في تثبيت حفظهم بمعرفة مواقع التراكيب المكررة أو المتشابهة لفظاً في القرآن كله. وسيجد اللغويون فيه ما يساعدهم في الشواهد اللغوية من جهة النحو والصرف والبلاغة وغيرهم من الباحثين.

ولقد سبق هذا الجهد جهود عديدة في مجال فهرسة ألفاظ القرآن الكريم حسب جذور الكلمات أو حسب التبويب الموضوعي. أما هذا المعجم فله منحى آخر، فهو خاص بالتراكيب المتشابهة في القرآن. ولقد قام بعض العلماء السابقين بإيراد بعض العبارات القرآنية وتكرارها في القرآن كالسيوطي وابن الجوزي والكرماني وغيرهم والتي أسماها بعضهم بالمتشابهات. ولكن لم يقم أحد بعمل معجم كامل لكل العبارات المتشابهة أو المكررة في ا لقرآن الكريم. وحيث أن لفظة المتشابه قد تفهم أن المقصود بها هو الآيات المتشابهات المذكورة في قوله تعالى: "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون أمنّا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب" لذلك أشير في العنوان أن المقصود هو التشابه اللفظي.

وبالعودة للمنهج الذي أتبع في إعداد هذا المعجم تقول أنه قد اعتمد في إيجاد العبارات المترابطة مع بعضها الرجوع إلى جذور كل كلمة من كلمات العبارة أو التركيب اللفظي. وأوردت العبارات التي جذور كلماتها متفقة مع بعضها البعض بشكل متعاقب. وقد تم تبويب العبارات بشكل تسلسلي حسب التسلسل الهجائي لجذور الكلمات المكونة للعبارات.

ترد بعض العبارات في القرآن بتشكيل مختلف، فعبارة (الرحمن الرحيم) وردت في ست مرات اثنتان منها بالضم ووردت أربع مرات بالكسر. وقد تم إيراد هاتين العبارتين مع بعضهما وذلك لأن الباحث غالباً ما يبحث عن العبارة المكررة مهما كان التشكيل في آخرها. وقد روعي في تسلسل العبارات المختلفة التشكيل تسلسل الفتح فالضم فالكسر.

ويضم المعجم أيضاً بعض العبارات المختلفة ذات الكلمات المتقاربة (خاصة حروف الجر والنفي) مع بعضها، ككلمات إن وأن أو كلمات لا ولم ولن. وقد أوردت العبارات المحتوية على مثل هذه الكلمات المتقاربة مجتمعة في موضع واحد ليسهل دراستها مع بعض أو منفردة وفق ما يراه الباحث


Contents: همزة -- ب - ظ -- ع - ك -- ل - ي







DOWNLOAD : RTF

0 comments

Post a Comment