المحاسن والأضداد
الجاحظ


الجاحظ هو عمر بن بحر بن محبوب، كناني بالولاء، لقب بالجاحظ لبروز عينيه، وعرف بالحدقي لكبر حدقتيه، وكني بأبي عثمان، ولد في البصرة سنة 159هـ (775م) وكان به شغف إلى العلم شديد، فتردد إلى الكتاب وعاشر المسجدين فأخذ عنهم علماً وأدباً. وكان حاد الذكاء، قوي الملاحظة، يميل إلى الشك بكل ما لا يقبله منطقة، فكان حر التفكير كغيره من أصحاب الاعتزال. وهو لم يدع علماً من علوم عصره إلا اطلع عليه، فدرس الفلسفة والطبيعيات والتاريخ والسياسية فضلاً عن الأدب.

وبالتالي ترك مؤلفات كثيرة تربو على المئة بين كتاب ورسالة، عالج فيها قضايا الأدب، والدين والفلسفة، والسياسة، والتاريخ، والمجتمع، والعلوم المتنوعة. وأشهر مؤلفاته كتاب الحيوان، والبيان والتبيين، البخلاء... ويقال أن كتاب "المحاسن والأضداد" الذي بين أيدينا في طبعة محققة هو ليس من تصنيف الجاحظ، إذ أنه لم يأت على ذكره ضمن لائحة الكتب التي أدرجها في مقدمة الحيوان. وهناك قول آخر يؤكد على نسبة هذا الكتاب للجاحظ وإنما كان القول بشأن نسبة الكتاب للجاحظ نقول أن هذا الكتاب فتسب للجاحظ وهو يأتي في الطبعة التي بين يدينا محققاً ومذيلاً بتعليقات هامة توضح ما جاء فيه من تعابير صعبة الفهم.

أما موضوع الكتاب فجاء في محاسن الأشياء محاسن الكتاب والكتب، محاسن المخاطبات، محاسن كتمان السر، محاسن الشكر، محاسن الصدق، محاسن الصبر على الحبس، محاسن الثقة بالله سبحانه، محاسن الشجاعة، محاسن الوفاء، محاسن التطير، محاسن مكر النساء، محاسن الهدايا، محاسن الموت... كما وفيه ضد كل هذه المحاسن وذلك بأسلوب أدبي مدعم بقصص استقاها الجاحظ من بلاط الخلفاء الذين عاصرهم ومن القصص التي سمعها من الناس







DOWNLOAD : here

0 comments

Post a Comment