شرح العقيدة الطحاوية
صدر الدين علي بن علي بن محمد بن أبي العز الدمشقي الحنفي
ألف الإمام أبو جعفر أحمد بن محمد الطحاوي رسالة ضمنها ما يحتاج المكلف إلى معرفته، واعتقاده، والتصديق به من أصول الدين كمسائل التوحيد والصفات والقدرة والنبوة، والمعاد، وغير ذلك من قضايا الاعتقاد وسائله، وما يمت إليها بسبب على طريقة أهل السنة والجماعة من السلف الصالح. وقد تلقاها العلماء سلفاً وخلفاً بالقبول والرضا، ونالت شهرة واسعة، وتصدى لشرحها غير واحد من أهل العلم، إلا أن الشرح المطابق لمنهج السلف الذي هو أمثل المناهج، وأصحها، وأقومها، وأهداها شرح العلامة ابن أبي العز، هذا الذي وضع بين يدي القارئ محققاً تحقيقاً متقناً، عرياً عن الغلط، والتحريف، والسقط الذي جاء في الطبعات السابقة. وقد اعتمد ابن أبي العز في شرحه هذا على منهج السلف الذي شيّد معاقده، وأحكم قواعده أهل العلم من القرون الثلاثة المشهود لها بالفضل، ودافع عنه بحرارة وقوة، ولم يأل جهداً في تقريره وإيضاحه، والبرهنة على صحته وسلامته، ونقد المناهج الأخرى المخالفة له، وكشف عوارها، وبيان تهافتها وتناقضها، ومخالفتها للحق، وبعدها عن الصواب، بأدلة نقلية وعقلية منتزعة من نصوص الكتاب والسنة، فهو على توسط حجمه، لا نظير له في بابه في حسن العرض، ونصاعة العبارة، وقوة الحجة، وتمام الاستيفاء، ووفرة المعلومات، وكثرة البراهين والدلائل، وخلوّه من بدع الكلام المذموم.
ولا يدع في ذلك، فهو امتداد لمدرسة شيخ الإسلام ابن تيمية التي يعود إليها الفضل في نوعية العقول، وتصحيح المفاهيم، والعودة بالناس إلى الأصالة، والتخلص من التبعية والتقليد، فقد قرأ كل ما كتبه صاحب هذه المدرسة، وتلميذه العلامة ابن القيم في مجال العقيدة، وفهمه، واقتنع به، واستظهر أكثره، ثم لخص ذلك كله تلخيصاً مركزاً واضحاً، وأودعه في هذا الشرح النفيس المتقن. وبالعودة أولاً إلى صاحب العقيدة للتعريف به. هو الإمام أبو جعفر بن محمد بن سلامة المصري الطحاوي، نسبة إلى طحا، قرية من قرى الصعيد. ولد سنة 239هـ وتوفي سنة 321هـ ولد في بيت علم وفضل، واستمد ثقافته الأولى من أسرته العلمية، ثم صار يختلف إلى حلقات العلم التي كانت تقام في مسجد عمرو بن العاص. وقد رحل إلى عدد غير قليل من أهل العلم، وفيهم كثير من الحفاظ المشهورين، فسمعوا منه، وانتفعوا بعلمه ورووا عنه. ويعد الطحاوي من أقدر الناس على التأليف، وأمهرهم في التصنيف بما وهبه الله من وفرة المحفوظ، وتنوع المعارف، وسرعة الاستخصار.
وقد صنف كتباً أحصى فيها المؤرخون ما يربو على ثلاثين كتاباً متنوعة في العقيدة والتفسير، والحديث، والفقه، والشروط، والتاريخ هي في غاية الجودة والأصالة وكثرة الفوائد. وأما شارح العقيدة فهو الإمام العلامة صدر الدين، أبو الحسن عليّ بن علاء الدين بن وهب الأذرعي الأصل، الدمشقي الصالحي الحنفي، المعروف بابن أبي العز. ينتمي إلى أسرة لها نباهة ذكر، وعلو شأن في مجال العلم والسيادة، فهي مذ عرفت تتزعم المذهب الحنفي في دمشق، ويشغل علماؤها مناصب التدريس والقضاء والإفتاء. وقد حفلت حياة الشارح ابن أبي العز بجهود طيبة مثمرة في مجال العلم وخدمته تعليماً وإقراءً دروساً وتأليفاً، وقد ذكر له كتب التراجم عدة مؤلفات منها هذا الشرح النفيس المتضمن أبحاثاً دقيقة عميقة، وتحقيقات بديعة متقنة في العقيدة الإسلامية على منهج السلف
Read also: العقيدة الطحاوية - للإمام الطحاوي
Read Now
DOWNLOAD: PDF / PDF / DOC
iTheme Techno Blogger by Black Quanta. Theme & Icons by N.Design Studio
Free Blogger Templates created by The Blog Templates
Free Blogger Templates created by The Blog Templates