الآداب المعنوية للصلاة
سماحة آية الله العظمى روح الله الموسوي الخميني


تم تأليف هذا الكتاب في عام 1361 هـ( 1942 م) وبعيد تأليف كتاب سر الصلاة. وقد كتب الامام الخميني في بداية الكتاب يقول : " قمت قبل ايام بتحرير رسالة... ولان الرسالة لاتناسب حال العامة قررت تأليف رسالة اخرى لشرح الاداب القلبية لهذا المعراج الروحاني. فهو اذن شرح مبسوط لآداب الصلاة وأسرارها المعنوية، والكتاب يفيض بالمطالب الاخلاقية والعرفانية، وقد كتبه الامام باللغة الفارسية. وآخر طبعاته صدرت عن مؤسسة تنظيم ونشر تراث الامام في عام 1993 م، ويقع الكتاب في 836 صفحة، يشتمل، مقدمة ونص الكتاب وفهارس وصورة كاملة عن النسخة الخطية للكتاب، كما صدرت منه طبعة اخرى تقع في 421 صفحة لم تشتمل على الصورة الخطية

الفصل الأول : في التوجّه إلى عزّ الربوبية وذلّ العبودية
من الآداب القلبية في العبادات والوظائف الباطنية لسالك طريق الآخرة التوجّه إلى عزّ الربوبية وذلّ العبودية ، وهذا التوجّه من المنازل المهمّة في السلوك للسالك بحيث تكون قوّة سلوك كل من السالكين بحسب قوة هذا النظر وبمقدارها ، بل الكمال والنقص لإنسانية الإنسان تابع لهذا الأمر ، وكلما كان النظر إلى الإنّية والأنانية ورؤية النفس وحبّها في الإنسان غالبا كان بعيدا عن كمال الإنسانية ومهجورا من مقام القرب الربوبي ، وأن حجاب رؤية النفس وعبادتها لأضخم الحجب وأظلمها ، وخرق هذا الحجاب أصعب من خرق جميع الحجب ، وفي نفس الحال مقدمة له بل وخرق هذا الحجاب هو مفتاح مفاتيح الغيب والشهادة وباب أبواب العروج إلى كمال الروحانية ، وما دام الإنسان قاصرا على النظر إلى نفسه وكماله المتوهم وجماله الموهوم فهو محجوب ومهجور من الجمال المطلق والكمال الصرف والخروج من هذا المنزل هو أول شرط للسلوك إلى الله بل هو الميزان في حقانية الرياضة وبطلانها . فكل سالك يسلك بخطوة الأنانية ورؤية النفس ويطوي منازل السلوك في حجاب الإنيّة وحب النفس تكون رياضته باطلة ولا يكون سلوكه إلى الله بل إلى النفس ( أمّ الأصنام صنم نفسك ) ( مصراع بيت للعارف الرومي مشهور : مادربت هابت نفس شما است ) قال تعالى : " { ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله } . ( النساء 100 )
فالهجرة الصورية وصورة الهجرة عبارة عن هجرة البدن " المنزل الصوري " إلى الكعبة أو إلى مشاهد الأولياء ، والهجرة المعنوية هي الخروج من بيت النفس ومنزل الدنيا إلى الله ورسوله ، والهجرة إلى الرسول و إلى الوليّ أيضاً هجرة إلى الله ، و ما دام للسالك تعلّق ما بنفسانيّته وتوجّه منه إلى إنّيّته فليس هو بمسافر وما دامت البقايا من الأنانية على امتداد نظر السالك وجدران مدينة النفس وأذان أعلام حبّ النفس غير مختفية فهو في حكم الحاضر لا المسافر ولا المهاجر .







DOWNLOAD : here


0 comments

Post a Comment