سلوة الكئيب بوفاة الحبيب
ابي بكر بن ناصر الدين الدمشقي


كتاب تحدث فيه المؤلف عن وفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم بدأه بقصيدة في موته ثم تحدث عن الإشارة إلى دنو أجله صلى الله عليه وسلم .
ثم تطرق إلى كثرة استغفاره وبعد ذلك مرضه الذي مات فيه ثم زيارته لمقبرة البقيع ومن ثم تمريضه في بيت عائشة ثم تطرق لكثير من الأحداث التي حصلت أثناء مرضه ثم ذكر طرفاً من بيعة أبي بكر الصديق وختم بذكر بعض الرثاء فيه صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم‬ ‫( وهو تعالى حسبي‬ ‫قال الشيخ المام العالم الكبير حافظ الشام أبو بكر شمس الدين محمد بن أبي بكر عبد الله الشهير‬ ‫بابن ناصر الدين الدمشقي الشافعي رحمه الله تعالى‬ ‫مقدمة المؤلف‬ ‫الحمد لله الحي الباقي على الدوام المنفرد بالعز والقهر والجلل والكرام الحاكم بالحمام على‬ ‫الخاص و والعام فل محيد لحد عنه ولو عمر ألف عام جعل الزرع البشري بمنجل الموت‬ ‫حصيدا و في بيدر الجداث بدياس البلى فقيدا ويقسمه يوم يذرؤه‬ ‫خلقا جديدا فريقا في الجنة و فريقا في دار الانتقام فسبحانه من واحد قهار جواد وارث العباد و‬ ‫البلد باعث الرفات للمعاد جامع الناس ليوم تدحض فيه القدام نحمده على ما ساء و سر و‬ ‫نشكره على ما حل و مر و نؤمن بما قدر من خير و شر و نسأله الرضى بما قضى و سطرته‬ ‫القلم و نشهده أن ل إله إل ال وحده ل شريك له ذو القدرة الباهرة و السطوة الباطشة القاهرة‬ ‫المعيد خلقه بعد الفناء فإذا هم بالساهرة في يوم ل كاليام و نشهد أن سيدنا محمدا عبده المين و‬ ‫رسوله المأمون الذي أنزل عليه في كتابه المكنون مخاطبا له بقوله تعالى ( إنك ميت و إنهم‬ ‫ميتون ) و اختار له على هذه الدنيا الدنية‬ ‫الوسيلة في دار السلم صلى ال أشرف الصلوات عليه و ساق من التحيات أفضلها إليه و أنزله‬ ‫المنزل المقرب لديه و بلغه نهاية المرام و أعلى الكرام و رضي ال عن آله الشراف السادة و‬ ‫أصحابه العلم القادة و تابعيهم في الهدى و العبادة و عليهم من ربنا السلم‬ ‫( قصيدة في موت النبي {صلى الله عليه وسلم}‬ ‫شعر من السريع‬


‫ما المر في ذي الدار إل منام‬ ‫كل سيدري حين يأتي الحمام‬ ‫يقول يا ليت و أنى له‬ ‫و الموت قد أطلق فيه السهام‬ ‫يود لو أمهله لحظة‬ ‫يتوب فيها عن ركوب الحرام‬ ‫أنى له التوب و قد حشرجت‬ ‫في الصدر منه النفس للصطلم‬ ‫يا نائمين انتبهوا طالما‬ ‫غر الولى الماضين طول المقام‬ ‫بينا هم في غفلة إذ أتى‬ ‫ما كفهم عن فعلهم و الكلم‬ ‫و أسكنوا في حفرة أذهبت‬ ‫لحومهم لم تبق غير العظام‬ ‫بل أسحقت تلك العظام التي‬ ‫وجوهها كانت تنير الظلم‬ ‫يا حسن ما كنا جميعا فمذ‬ ‫ترحلوا عنا أقام الغرام‬ ‫و كلما مر حديث لهم‬ ‫تضاعف الشوق و زاد الهيام‬ ‫ل هذا الموت لم يبق ذا‬ ‫تقوى لتقواه و ل ذا اجترام‬ ‫و لو يحاشي أحدا في الورى‬ ‫حاشى نبي ال ذا الحترام‬ ‫لكنه أنهله كأسه‬ ‫و هو حبيب ال خير النام‬ ‫فماجت الرض بمن فوقها‬ ‫لموته و انهل صوب الغمام‬ ‫و كل عين أنزفت دمعها‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سلوة الكئيب بوفاة الحبيب‬
‫و أهون الدمع عليه انسجام‬ ‫و أصبح المسجد من فقده‬ ‫يشكو كذاك البيت ثم المقام‬ ‫بل كل أرض عمها فقده‬ ‫و قد علها بعد نور قتام‬ ‫و لم يجد خلق كأصحابه‬ ‫إذ أودعوه تحت تلك السلم‬ ‫و انصرفوا عنه و كل له‬ ‫حزن و هم ل يطيق الكلم‬ ‫ل موت المصطفى إنه‬ ‫رزء عظيم ل يضاهي العظام‬ ‫فموته الخطب الجليل الذي‬ ‫هان به رزء الجياد الكرام‬ ‫لكنه حي و في روضة ال‬ ‫وسيلة العظمى بأعلى مقام‬ ‫عليه صلى ال من فضله‬ ‫و ساق تسليما إليه دوام‬ ‫ثم على الل و أصحابه‬ ‫و التابعين الطيبين السلم‬ ‫( الشارة إلى دنو أجله {صلى ال عليه وسلم}‬

‫قال ال تعالى عز و جل مخاطبا لنبيه الكريم عليه أفضل الصلة و التسليم بسم ال الرحمن‬ ‫الرحيم ( إذا جاء نصر ال و الفتح ) إلى آخر السورة المراد بالفتح فتح مكة و ما داناها و بالناس‬ ‫فيما قيل أهل اليمن و ما والها لنه لما بلغهم هذا الفتح المبين قالوا لول أن محمدا {صلى ال‬ ‫عليه وسلم} رسول من رب العالمين لصده عن بيته الحرام و لم يبلغه من فتحه المرام كما فعل‬ ‫بتبع و أصحاب‬ ‫الفيل ممن جعل كيدهم في تضليل فأيقنوا حينئذ برسالته احتجاجا و دخلوا طائعين في دين ال‬ ‫أفواجا و أسلمت القبائل فرادى ً و أزواجا و لما شاهد النبي {صلى ال عليه وسلم} ذلك و رآه علم‬ ‫أن الجل قريب فاستبشر بلقاء ال و هذه السورة الشريفة نزلت آخر السور العظيمة و فيها نعيت‬ ‫إلى النبي {صلى ال عليه وسلم} نفسه الكريمة‬


Read NowRead Now


Download: PDF / PDF / DOC

0 comments

Post a Comment