بستان العارفين
الامام أبي زكريا يحيى بن شرف النووي
"> هذا كتاب يذكر فيه الإمام "ابن شرف النووي" جملاً من نفائس اللطائف، وحقائق المعارف، وينثر فيه نثراً، ليكون أبعد لمطالعة عن الملل، وأقرب للذكرى، ولا يلزم فيه ترتيبه على الأبواب، فإن ذلك كما يقول المصنف يجلب الملل للناظر في الكتاب، ويذكر فيه أيضاً من الآيات الكريمات والأحاديث النبويات، وأقاويل السلف الميزات، ومستجاد المأثور عن الأخيار: من عيون الحكايات، والأشعار المستحسنة الزهديات، ويبين -في أكثر الأوقات- صحة الأحاديث، وحسنها، وحال رواتها، وبيان ما يخفي ويشكل من معانيها، ويضبط ما يحتاج إلى تقييد، حذراً من التصحيف وفراراً من التغيير والتحريف.
ثم إنه يذكر ما يذكره بإسناده فيه، لكونه أوقع في نفوس مطالعيه، وقد يحذف الإسناد للاقتصار وخوفاً من التطويل والإكثار، ولكون هذا الكتاب موضوعاً للمتعبدين، ومن ليسوا إلى معرفة الإسناد بمحتاجين، بل يكرهونه معظم الحالات، لما يلحقهم بسببه من السآمات، وأكثر ما يذكره مما يرويه بالأسانيد المشهورة المعروفة من الكتب الظاهرة المتداولة المعروفة.
بستان العارفين ، الصدار 10.2 @لللمام أبي زكريا يحيى بن شرف النووي مقدمة المحقق بسم ال الرحمن الرحيم @[ص 3] الحمصد ل ولي التوفيصق، ومهدي مصن اسصتهداه لقوم الطريصق. والصصلة والسصلم على سصيدنا محمصد سصيد الداعيصن وإمام الهاديصن. ورضصي ال عن أصحابه الغ ّ الميامين وسلم تسليمً. ا ر وبعصد؛ فمصن نعمصة ال علينصا معشصر المؤمنيصن، تسصهيل طرق الهدايصة، وفتح أبواب العلم بتسخيره لنا هذه الطباعات الحديثة، التي تظهر لنا الكتصب الدراسصة مصن العدم، وتكشصف مصا اندرس مصن كلم الوائل مصن أحكام وحكصصم، الذيصصن وضعوا للمسصصلمين مناراً واضحً لكصصل مسصصتنير، ا ونصصبوا لنصا علماً ل عوج فيصه ول أمتاً، مصن تمسصك بصه وصصل، ومصن أعرض عنصصه هلك، فألفوا لنصصا الكتصصب والرسصصائل، وبينوا مصصا فيهصصا مصصن الفضائل؛ وأسصتاذ مصن أّف وكتصب، إمامنصا ومرشدنصا (يحيصى بصن شرف ل النووي) -رضصصي ال عنصصه ونفعنصصا بصصه- المحدث الكصصبير، والمحقصصق النحريصصر، والناصصصح الميصصن الذي فاق أهصصل زمانصصه: علماً، وزهداً، وورعاً. [ص 4] وهصا أنصا ذا! أتصبرك بكتابصه (بسصتان العارفيصن) ببعصض مصا نقصل عنصه مصن ` ` ذكريات طيبة وأثر، وما كتب من أحوال صحيحة وخبر مصن يشهصر، وأعرف مصن أن يعرف، ولكصن حديثهصم - حقً - ل يمصل، ا .وذكرهم دواء لكل هم وغم ول در القائل: ك ّر عل ّ حديثهم يا حادي >< فحديثهم يجلو الفؤاد الصادي ي ر فأقول نقلً عصن (تذكرة الحفاظ) للحافصظ الذهصبي مصع اختصصار بعصض العبارات: التعريصصف بالمام النووي رضصصي ال عنصصه: نسصصبه، مولده، اشتغاله بالعلم، حرصه عليه. [ص 5]
التعريف بالمام النووي رضي ال عنه نسصبه: هصو المام الحافصظ الوحصد، القدوة شيصخ السصلم، علم الولياء محي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري الخزامي، الحواربي (الشافعي) صاحب التصانيف النافعة. مولده: ولد فصي المحرم سصنة إحدى وثلثيصن وسصتمائة، وقدم (دمشصق) سصصنة تسصصع وأربعيصصن وسصصتمائة، فسصصكن فصصي الرواحيصصة يتناول خبصصز الدراسصصة، فحفصصظ (التنصصبيه) فصصي أربعصصة أشهصصر ونصصصف، وقرأ ربصصع (المهذب) حفظً في باقي السنة على شيخه الكمال بن أحمد. ثم حج ا مع أبيه وأقام بالمدينة المنورة شهراً ونصفاً، ومرض أكثر الطريق. فذكر شيخنا أبو الحسن ابن العطار: أن الشيخ محي الدين ذكر له أنه كان يقرأ كل يوم اثنى عشر درساً على مشايخه شرحاً وتصحيحً. ا درسين في "الوسيط"، ودرساً في "المهذب"، ودرساً في "الجمع بين الصصحيحين" ودرسصً فصي "صصحيح مسصلم" ودرسصاً فصي "اللمُع" لبصن ا جنصي، ودرسصاً فصي "إصصلح المنطصق" ودرسصاً فصي "التصصريف"، [ص 6] ودرسصاً فصي "أصصول الفقصه" تارة فصي "اللمصع" لبصي إسصحاق، وتارة ا فصي "المنتخصب" للفخصر الرازي، ودرسصاً فصي "أسصماء الرجال"، ودرسصً في "أصول الدين".. وقال: وكنصت أعّق جميصع مصا يتعلق بهصا مصن شرح مشكصل، وتوضيصح ل عبارة، وضبصصصط لغصصة، وبارك ال تعالى فصصي وقتصصي، وخطصصصر لي أن ص ص ص أشتغصل فصي الطصب، فاشتغلت فصي كتاب "القانون"، وأظلم قلبصي بقيصت أيامً ل أقدر على الشتغال، فأشفقصت على نفسصي وبعصت القانون فنار ا قلبي. شيوخه: سمع من الرضي بن البرهان، وشيخ الشيوخ عبد العزيز بن محمصصد النصصصاري، وزيصصن الديصصن بصصن عبصصد الدئم، وعماد الديصصن عبصصد الكريم الخرستاني، وزين الدين خلف بن يوسف، وتقي الدين بن أبي اليسصر، وجمال الديصن بصن الصصيرفي، وشمصس الديصن بصن أبصي عمصر، وطبقتهم.
وسصمع مصن الكتصب السصتة، والمسصند، والموطصأ، وشرح السصنة للبغوي، وسصنن الدارقطنصي، وأشياء كثيرة، وقرأ "الكمال" للحافصظ عبصد الغنصي علء الديصن. وشرح أحاديصث "الصصحيحين" على المحدث ابصن اسصحاق إبراهيصم بصن عيسصى المرادي، وأخصذ "الصصول" عصن القاضصي التفليسصي "وتفقه" على الكمال إسحاق المعري. وشمس الدين عبد الرحمن بن نوح، وعز الدين عمر بن سعد الربلي، والكمال سل الربلي، وقرأ ا "اللغة" على الشيخ أحمد المصري وغيره، وقرأ على ابن مالك شيئً مصصصن تصصصصنيفه، ولزم الشتغال والتصصصصنيف ونشصصصر العلم، والعبادة، والوراد، والصصصيام، والذكصصر، والصصصبر على المعيشصصة الخشنصصة فصصي المأكصصصل، والملبصصصس، كليصصصة ل مزيصصصد عليهصصصا، "ملبسصصصه" ثوب خام، و "عمامته" سبجلنية صغيرة!. [ص 7] تلميذه: تخرج عنه جماعة من العلماء منهم: الخطيب صدر سليمان الجعفري، وشهاب الديصن الربدي، وعلء الديصن ابصن العطار. وح ّث د عنه: ابن أبي الفتح، والمزني، وابن العطار. اجتهاده، حفظصصه، زهده: قال ابصصن العطار: ذكصصر لي شيخنصصا رحمصصه ال تعالى، أنصه كان ل يضيصع له وقصت ل فصي ليصل ول فصي نهار، حتصى فصي الطريصصق، وأنصصه دام سصصت سصصنين، ثصصم أخصصذ فصصي التصصصنيف والفادة والنصيحة وقول الحق. قلت: مصصع مصصا هصصو عليصصه مصصن المجاهدة بنفسصصه والعمصصل بدقائق الورع والمراقبصة، وتصصفية النفصس مصن الشوائب ومحقهصا مصن أغراضهصا، كان حافظا للحديصث وفنونصه، ورجاله وصصحيحه وعليله، رأسصاً فصي معرفصة ً المذهب! قال شيخنصصا الرشيصصد بصصن المعلم: عذلت الشيصصخ محصصي الديصصن فصصي عدم دخوله الحمام، وتضييق العيش في مأكله، وملبسه، وأحواله، وخوفته مصن مرض يعطله عصن الشتغال فقال: إن فلنً صصام وعبصد ال حتصى ا اخضر جلده!.
وكان يمتنصصصع مصصصن أكصصصل الفواكصصصه والخيار ويقول: أخاف أن يرطصصصب جسصصمي، ويجلب النوم! وكان يأكصصل فصصي اليوم والليلة "أكلة" ويشرب "شربة" واحدة عند السحر! [ص 8]. قال ابصصن العطار، كلمتصصه فصصي الفاكهصصة، فقال: دمشصصق كثيصصر الوقاف، وأملك مصصن تحصصت الحَجْصر، والتصصصرف لهصصم ل يجوز إل على وجصصه "الغبطصة" لهصم ثصم "المعاملة" فيهصا على وجصه "المسصاقاة" وفيهصا خلف فكيف تطيب نفسي بأكل ذلك؟! وقد جمع ابن العطار سيرته في ست كراريس. تصانيفه: من تصانيفه شرح "صحيح مسلم"، و "رياض الصالحين"، و "الربعيصصصن"، و "الرشاد" فصصصي علوم الحديصصصث و "التقريصصصب"، و "المبهمات" و "تحريصصر اللفاظ للتنصصبيه" و "العمدة" فصصي تصصصحيح التنصصبيه، و "اليضاح" فصصي المناسصصك، وله ثلثصصة مناسصصك سصصواه، و "التصبيان" فصي آداب حملة القرآن، و "الفتاوى"، و "الروضصة" أربعصة أسصفار، وشرح "المهذب" إلى باب المصص ّاة فصي أربصع مجلدات. [ص ر 9] وشرح "قطعصة مصن البخاري"، و "قطعصة مصن الوسصيط"، و عمصل "قطعصصة مصصن الحكام"، و "جملة" كثيرة مصصن "السصصماء واللغات"، ومسودة في "طبقات الفقهاء"، ومن التحقيق إلى باب صلة المسافر. [وقال الحافظ السخاوي المتوفى سنة ( 209) هجرية: (وله) "بستان العارفين" في الزهد والتصوف بديع جدً]. ا ورعه: كان ل يقبل من أحد شيئً إل في النادر ممن ل يشتغل عليه، ا أهدى له فقيصصصصصر إبريقاً فقبله، وعزم عليصصصصصه الشيصصصصصخ برهان الديصصصصصن السكندراني أن يفطر عنده، فقال: أحضر الطعام ونفطر جملة فأكل مصصن ذلك، وكان لونيصصن، وربمصصا جمصصع الشيوخ بعصصض الوقات بيصصن إدامين! [ص 01] مواقفصصصه مصصصع الملوك فصصصي المصصصر بالمعروف: وكان يواجصصصه الملوك صصَ والظل َة با ِنكار، ويكتب إليهم ويخوفهم بال تعالى؛ كتب مرةً: مل مصن عبصد ال يحيصى النووي، سصلم ال ورحمتصه وبركاتصه على المولى المحسصصصصصصصن، ملك المراء بدر الديصصصصصصصن أدام ال له الخيرات! وتوله
بالحسصصنات! وبلغصصه مصصن خيرات الخرة والولى ك ّ آماله! وبارك له ل فصي جميصع أحواله! "آميصن". وننهصي إلى العلوم الشريفصة، أن أهصل الشام في ضيق عيش وضعف حالٍ، بسبب هذه السنة في قلة المطار.. وذكصصر فص ص ً طويلً، وفصصي طصصي ذلك ورقصصة إلى الملك الظاهصصر، فرد ل جوابها رداً عنيفاً مؤلماً، فتكدرت خواطر الجماعة. وله رسالة لغير الملك الظاهر في المر بالمعروف. وكان شيخاً ابن فرح يشرح على الشيصخ الحديصث فقال نوبصة: "الشيصخ محصي الديصن" قصد صصصار إلى ثلث مراتصصب كصصل مرتبصصة لو كانصصت لشخصصص ل ُ ّت إليصصه شد الرحال: العلم، والزهد، والمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وفاتصصه: سصصافر الشيصصخ رحمصصه ال تعالى فزار بيصصت المقدس،وعاد إلى نوى، فمرض عنصد والده فحضرتصه "المنيصة" فانتقصل إلى رحمصة ال فصي الرابع والعشرين من رجب سنة ست وسبعين وستمائة؛ وقبره ظاهر يزار؛ قاله الشيصخ قطصب الديصن اليونينصي، وقال: كان أوحصد زمانصه فصي العلم، والورع، والعبادة، والتقلل، وخشونة العيش. ولد "النووي" فصي المحرم سصنة إحدى وثلثيصن وسصتمائة بنوى، وكان أبوه من أهلها المستوطنين بها. وذكره أبوه - رحمه ال تعالى - [ص 11] أن الشيصخ كان نائماً إلى جنبصه، وقصد بلغ مصن العمصر سصبع سصنين، ليلة السصصابع والعشريصصن مصصن شهصصر مضان، فانتبصصه نحصصو نصصصف الليصصل وقال: يا أبت! ما هذا الضوء الذي يمل الدار؟ فاستيقظ الهل جميعاً، قال: لم نر كل ّا شيئاً. قال والده: فعرفت أنها ليلة القدر. ن وقال شيخصه فصي الطريقصة الشيصخ ياسصين بصن يوسصف الزركشصي: رأيصت الشيصخ محصي الديصن وهصو ابصن عشصر سصنين "بنوى" والصصبيان ُكرهونصه ي على اللعصب معهصم وهصو يهرب منهصم، ويبكصي لكراههصم! ويقرأ القرآن في تلك الحال، فوقع في قلبي حبه! وجعله أبوه فصصي دكان فجعصصل ل يشتغصصل بالبيصصع والشراء عصصن القرآن، قال: فأتيصصصت الذي يقرئه القرآن فوصصصصيته بصصصه وقلت: هذا "الصصصصبي" يرجصى أن يكون أعلم أهصل زمانصه، وأزهدهصم، وينتفصع الناس بصه، فقال لي: ُ َجصصم أنصصت؟ فقلت: ل وإنمصصا أنطقنصصي ال بذلك. فذكصصر ذلك لوالده من
فحرص عليصصه إلى أن ختصصم القرآن وقصصد ناهصصز الحتلم؛ رضصصي ال تعالى عنه وأرضاه، ونفعنا به وبعلومه آمين. [ص 31] مقدمة الموثق. الحمد ل حق حمده، والصلة والسلم على سيدنا ومولنا محمد خير خلقه، وعلى آله وصحبه؛ وبعصد؛ فلقصد طبصع كتاب: "بسصتان العارفيصن" عدة مرات، وفصي جميعهصا بعصض العبارات غيصر واضحصة، ولقصد أتعصب السصتاذ المحقصق نفسصه - جزاه ال كل خير - في تذليل بعضها، وبقي فيها بعض من العبارات الغامضصصة، حتصصى وفقنصصي ال تعالى بمقابلة الكتاب على نسصصخة خطيصصة جيدة وحيدة، محفوظصة بمكتبصة جامصع السصليمانية فصي اسصطنبول، قسصم رشيصد أفندي رحمصه ال تعالى، وبرقصم [843،2] وذلك خلل زيادتصي لمدينة اسطنبول في شهر شعبان المعظم سنة 4041 هص. صصفة المخطوط وتاريخصه: قال ماله فصي حاشيصة الصصفحة الخيصر مصن المخطوط: "هذا مصصا كتبصصه لي الخ صصصلح الديصصن النينصصي تغمده ال برحمتصصه، وهصصو توفصصي سصصنة تسصصع عشرة وثمانمائة، جزاه ال خيراً، وكتبه مالكه الفقير عبد ال الطلياني". فتصبين أن النسصخة كتبصت فصي أوائل القرن التاسصع الهجري، وأبعادهصا: 41 فصي 02 سصم، وعدد صصفحاتها / 56/ صصفحة فصي / 33/ ورقصة. [ص 41] ص عملي في الكتاب: وبعد المقابلة بين المطبوعة والمخطوط أثبتّ ن ّ المخطوط فصصي أصصصل الكتاب، أمصصا موطصصن الخلف فقصصد أثبتصصه فصصي الحاشية. وبالنسصصبة لعناويصصن الفصصصول والبواب: فالذي ليصصس للمام النووي - رحمه ال تعالى - فقد قيدته بقوسين هكذا: [ ] أداء لمانة العلم. وإذا كان فصصي المطبوع نصصص أو كلمصصة لم تكصصن فصصي المخطوط، وضعتهصصا - أيضاً - بين قوسين هكذا: [ ].
Read Now
DOWNLOAD : PDF / PDF / DOC / Manuscript
iTheme Techno Blogger by Black Quanta. Theme & Icons by N.Design Studio
Free Blogger Templates created by The Blog Templates
Free Blogger Templates created by The Blog Templates