التبر المسبوك في نصيحة الملوك
حجة الاسلم أبو حامد محمد الغزالي الطوسي
o o o o o o o o •
أصول العدل والنصاف عشرة
o o o o o o o o o
بيان العيني اللتي ها مشرب شجرة اليان
1
•
التبر المسبوك في نصيحة الملوك مكتبة مشكاة السلمة
العي الول ف معرفة الدنيا ول أوجد فيها النسان العي الثانية معرفة النفس الخي الكاية الول الكاية الثانية الكاية الثالثة الكاية الرابعة الكاية الامسة حكاية عن عمر بن الطاب يطوف مع العسس حكاية لعمر بن عبد العزيز مع خازن لبيت الال حكاية رجل انقطع من قافلة الج وضل الطريق حكاية عن الأمون وولته حكاية عن يزدجر بن شهريار حكاية عن أزدشي حكاية عن ملوك العجم حكاية عن سليمان عليه السلم حكاية لشاهنشاه مع وزرائه حكاية عن المي عمارة بن حزة حكاية لعفر بن موسى الادي حكاية لنو شروان مع ندي له حكاية تفاخر عبدين
o o
ف ذكر العدل والسياسة وذكر اللوك وسيهم
o o o o o o o
•
الباب الثان ف سياسة الوزارة وسية الوزراء
o
•
الباب الثالث ف ذكر الكتاب وآدابم
o
•
الباب الرابع ف سو هم اللوك
o o o o
•
الباب الامس ف ذكر حلم الكماء
2
•
التبر المسبوك في نصيحة الملوك مكتبة مشكاة السلمة
الباب السادس ف شرف العقل والعقلء حكاية عن الليفة النصور حكاية لسليمان عليه السلم حكاية لفاسق مع امرأة عفيفة حكاية للحسن البصري مع رابعة العدوية حكاية لفاطمة الزهراء حكاية لسرو بن أبرويز
o o
•
الباب السابع ف ذكر النساء
o o o o
•
أصول اليمان الصل الول قاعدة العتقاد الذي هو أصل اليمان اعلم أيها السلطان أنك مخلوق ولك خالق وهو خالق العالم وجميع ما في العالم وأنه ل شريك له فرد ل مثل له كان في الزل وليس لكونه زوال ويكون مع البد وليس لبقائه فناء وجوده في البد والزل وما للعدم إليه سبيل وهو موجود بذاته وكل أحد محتاج إليه وليس له إلى أحد احتياج وجوده به ووجود كل شيء به. الصل الثاني في تنزيه الخالق تعالى اعلم أن البارئ تعالى ذكره ليس له صورة ول مثل وأنه ل ينزل ول يحل في قالب وأنه تعالى من ّه ز عن الكيف والكم وعن لماذا وكم وأنه ل يشبه شيئً ول يشبه شيء وكلما يخطر في الوهم والخيال ا والفكر من التخيل والتمثيل والتكيف فانه من ّه عن ذلك لن ذلك من صفات المخلوقين وهو خالقها ز فل يوصف بها وأنه تعالى ج ّه ليس في مكان ول على مكان فإن المكان ل يحصره وكل ما في العالم د فإنه تحت عرشه وعرشه تحت قدرته وتسخيره وأنه قبل العرش كان فترها عن المكان وليس العرش بحامل له بل العرش وحملته يحملهم لطفه وقدرته. الصل الرابع في العلم وأنه تعالى عالم بكل معلوم وعلمه محيط بكل شيء فليس شيء في العل إلى الثرى إل قد أحاط به علمه لن الشياء جميعها بعلمه ظهرت وبإرادته خلقها وبقدرته كونها وأنه تعالى يعلم عدة رمال القفار وقطرات المطار وورق الشجار وغوامض الفكار وما دارت عليه الرياح والهواء في علمه ظاهر مثل عدد نجوم السماء. وأن جميع ما في العالم بإرادته ومشيئته وليس شيء من قليل أو كثير صغير أو كبير خير أو شر نفع أو ضر زيادة أو نقصان راحة أو تعب صحة أو صب إل بحكمه وتدبيره ومشيئته وتقديره.
3
التبر المسبوك في نصيحة الملوك مكتبة مشكاة السلمة
لو اجتمع النس والجن والملئكة والشياطين على أن يح َكوا في العالم ذرة أو يسكنوها أو ينقصوا ر منها أو يزيدوا فيها بغير إرادته وحوله وقوته لعجزوا عن ذلك ولم يقدروا وما شاء ال كان وما ل يشاء ل يكون ول ترد مشيئته ومهما كان ويكون أو هو كائن فإنه بتدبيره وأمره وتسخيره. الصل الخامس والسادس في أنه سميع بصير وكما أنه عالم بجميع المعلومات فإنه سميع لكل مسموع بصير لكل مبصر وأنه بسمع واحد وبصر واحد يرى دبيب النملة في الليلة المظلمة ول يخفى عن سمعه صوت الدود تحت أطباق الرض وأن سمعه ليس بأذن وبصره ليس بعين. وكما أن علمه ل يصدر عن فكرة ففعله بغير آلة وعدة يقول للشيء كن فيكون. الصل السابع في الكلم وأن أمره تعالى على جميع الخلق نافذ واجب مهما أخبره من وعد ووعيد فانه حق وأمره كلمه. وكما أنه عالم مريد قدير سميع بصير فهو متكلم وكلمه بغير حلق ول لسان ول فم ول أسنان والقرآن والتوراة والنجيل والزبور والكتب المن َلة على النبياء عليهم السلم جميعها كلمه. ز وكلمه صفته وكل صفاته قديمة وكما أن الكلم عند الدمي حرف وصوت فكلم ال منزَه عن الصوات والحروف. الصل الثامن في أفعاله تعالى وأن جميع ما في العالم مخلوق له تعالى وليس معه شريك ول خالق بل هو الخالق الواحد ومهما خلقه من تعب ومرض وفقر وعجز وجهل فعدل منه ول يمكن الظلم في أفعاله لن الظالم هو الذي يتصرف في ملك غيره والخالق تعالى ل يتصرف إل في ملكه وليس معه مالك سواء وكل ما يكون وهو كائن فهو ملك له وهو المالك بل شبيه ول شريك وليس لحد عليه اعتراض بلم وكيف ولكن له الحكم والمر في كل أفعاله وما لحد غير التسليم والنظر إلى صنعه والرضا بقضائه. الصل التاسع في ذكر الخرة وأنه تعالى خلق العالم من نوعين جسد وروح وجعل الجسد منزلً للروح لتأخذ زاداً لخرتها من هذا العالم وجعل لكل روح مدة مق ّرة تكون في الجسد فآخر تلك المدة هو أجل تلك الروح من غير زيادة د ول نقصان فإذا جاء الجل ف ّق بين الروح والجسد وإذا وضع الميت في قبره أعيدت روحه إلى ر جسده ليجيب سؤال منكر ونكير وهما شخصان هائلن عظيمان فيسألنه من ربك ومن نبيك فإن استعجم ولم يجب ع ّباه ومل قبره حيات وعقارب. ذ ويوم القيامة يوم الحساب والمكافأة والمناقشة والمجازاة تر ّ الروح إلى الجسد وتنشر الصحف د وتعرض العمال على الخلئق فينظر كل إنسان في كتابه فيرى أعماله ويشاهد أفعاله ويعلم مقدار طاعته ومعصيته وتوزن أعماله في ميزان العمال ثم يؤمر بالجواز على الصراط. والصراط أدق من الشعرة وأح ّ من الشفرة فكل من كان في هذا العالم على الطريقة المستقيمة د الصالحة وسلوك المحجة الواضحة عبر على الصراط وجازه في راحة واستراحة وإن لم يكن على
4
التبر المسبوك في نصيحة الملوك مكتبة مشكاة السلمة
السيرة المحمودة والعمال الصالحة الرشيدة وعصي موله واتَبع هواه فأنه ل يجد الطريق على الصراط ول يهتدي إلى الجواز ويقع في جهنم. والكل يوقفون على الصراط ويُسألون عن أفعالهم فيُسأل الصادقون عن صدقهم ويمتحن المراؤون والمنافقون ويفضحون فمن الناس قوم يدخلون الجنة بغير حساب وجماعة يحاسبون بالرفق والمسامحة وجماعة يحاسبون بالصعوبة والمناقشة والمحاققة ثم يسحب الكفار إلى نار جهنم بحيث ل يجدون خلصا ويدخل أهل الجنة ويؤمر بالعصاة إلى النار وكل من نالته شفاعة النبياء والعلماء ً والكابر ُفي عنه وكل من ليس له شفيع عوقب بمقدار إثمه و ُذب بقدر جرمه ثم يدخل الجنة إن ع ع كان قد سلم معه أيمانه. الصل العاشر في ذكر رسول ال صلى ال عليه وسلم ولما ق ّر ال تعالى هذا التقدير وجعل النسان وأحواله واكتسابه وأعماله منها ما هو سبب لسعادته د ومنها ما هو سبب لشقاوته والنسان ل يقدر أن يعرف ذلك من تلقاء نفسه خلق ال تعالى بحكم فضله ورحمته وطوله ومنته ملئكة وبعثهم إلى أشخاص قد حكم لهم بالسعادة في الزل وهم النبياء عليهم الصلة والسلم فأرسلهم إلى الخلق ليوضحوا لهم طرق السعادة والشقاوة لئل يكون للناس على ال حجة وأرسل نبينا محمداً صلى ال عليه وسلم آخرً وجعله بشيراً ونذيرا فأوصل نب ّته إلى درجة و ً ا الكمال فلم يبقَ للزيادة فيه مجال ولهذا جعله خاتم النبياء فل نبي بعده وأمر الخلئق من النس والجن بطاعته واتباعه وجعله سيد الولين والخرين وجعل أصحابه خير أصحاب النبياء صلوات ا ّ عليهم أجمعين. ل ذكر فروع شجرة اليمان إعلم أيها السلطان أن كل ما كان في قلب النسان من معرفة واعتقاد فذلك أصل اليمان وما كان جارياً على أعضائه السبعة من الطاعة والعدل فذلك فرع اليمان. فإذا كان الفرع ذاوياً د ّ على ضعف الصل فإنه ل يثبت عند الموت وعمل البدن عنوان إيمان ل القلب. والعمال التي هي فروع اليمان هي تجنب المحارم وأداء الفرائض وهما قسمان: أحدهما بينك وبين ال تعالى مثل الصوم والصلة والحج والزكاة واجتناب شرب الشراب والعفة عن الحرام. والخرى بينك وبين الخلق وهي العدل في الرعية والكف عن الظلم. والصل في ذلك أن تعمل فيما بينك وبين الخالق تعالى من طاعة أمره والزدجار بزجره وما تختار أن تعتمده عبيدك في حقك وأن تعمل فيما بينك وبين الناس ما تؤثر أن يعمل معك من واعلم أ ّ ما ن كان بينك وبين الخالق سبحانه فإن عفوه قريب وأما ما يتعلق بمظالم الناس فإنه ل يتجاوز به عنك على كل حال يوم القيامة وخطره عظيم ول يسلم من هذا الخطر أحد من الملوك إل ملك عمل بالعدل والنصاف ليعلم كيف يطلب العدل والنصاف يوم القيامة. أصول العدل والنصاف عشرة الصل الول من ذلك هو أن تعرف أولً قدر الولية وتعلم خطرها فإن الولية نعمة من نعم ال عز وجل من قام بح ّها نال من السعادة ما ل نهاية له ول سعادة بعده ومن ق ّر عن النهوض بحقها حصل في شقاوة ص ق ل شقاوة بعدها إل الكفر بال تعالى.
5
التبر المسبوك في نصيحة الملوك مكتبة مشكاة السلمة
والدليل على عظم قدرها وجللة خطرها ما روي عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال: (عدل السلطان يوماً واحداً أحب إلى ال من عبادة سبعين سنة). وقال عليه الصلة والسلم: (إذا كان يوم القيامة ل يبقى ظل ول ملجأ إل ظل ال ول يستظل بظله أل سبعة أناس: سلطان عادل ي رعيته وشاب نشأ في عبادة ربه ورجل يكون في السوق وقلبه في المسجد ورجلن تحابا في ال ورجل ذكر ال في خلوته فأذرى دمعه من مقلته ورجل دعته امرأة ذات حسن وجمال ومال إلى نفسها فقال إني أخاف ال وجل يتصدق سراً بيمينه ولم تشعر بها شماله) . وقال عليه الصلة والسلم: (أحب الناس إلى ال تعالى وأقربهم إليه السلطان العادل وأبغضهم إليه وأبعدهم منه السلطان الجائر). وقال عليه الصلة والسلم: (والذي نفس محمد بيده إنه ليرفع للسلطان العادل إلى السماء من العمل مثل عمل جملة الرعية وكل صلة يصّيها تعدل سبعين ألف صلة). ل فإذا كان كذلك فل نعمة أج ّ من أن يعطى العبد درجة السلطنة ويجعل ساعة من عمره بجميع عمر ل غيره ومن لم يعرف قدر هذه النعمة واشتغل بظلمه وهواه يخاف عليه أن يجعله ال من جملة أعدائه. ومما يد ّ على خطر الولية ما روي عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أتى بعض ل اليام فلزم حقه باب الكعبة وكان في البيت نفر من قريش فقال: (يا سادات قريش عاملوا رعاياكم وأتباعكم بثلثة أشياء: إذا سألوكم الرحمة فارحموهم وإذا حكموكم فاعدلوا فيهم واعملوا بما تقولون فمن لم يعمل بهذا فعليه لعنة ال وملئكته ل يقبل ال منه فرضا ول نفلً). ً وقال عليه الصلة والسلم: (من حكم بين إثنين بظلم فلعنة ال على الظالمين) وقال عليه الصلة والسلم: (ثلثة ل ينظر ال إليهم: سلطان كجائز كاذب وشيخ زان وفقير متكبر يعني أنه متكبر ٍ للطمع). وقال عليه الصلة والسلم يوماً للصحابة: (سيأتي عليكم يوم تفتحون فيه جانبي الشرق والغرب ويصير في أيديكم وكل عمال تلك الماكن في النار إل من اتقى ال وسلك سبيل التقوى وأ ّى المانة) د . وقال عليه الصلة والسلم: (ما من عبد و ّه ال أمر رعية فغشهم ولم ينصح لهم ولم يشفق عليهم ال ل حرَم ال عليه الجنة). وقال عليه الصلة والسلم: (من وَي أمور المسلمين ولم يحفظهم كحفظة أهل بيته فقد تبوأ مقعده من ل النار). وقال عليه الصلة والسلم: (رجلن من أمتي يحرمان شفاعتي: ملك ظالم ومبتدع غال في الدين يتعدى الحدود). وقال عليه الصلة والسلم: (أش ّ الناس عذابً يوم القيامة السلطان الظالم). ا د وقال عليه الصلة والسلم: (خمسة قد غضب ال عليهم إن شاء أمضى غضبه ومقرهم النار: أمير قوم يطيعونه يأخذ حقه منهم ول ينصفهم من نفسه ول يرفع الظلم عنهم ورئيس قوم يطيعونه ول يساوي بين القوي والضعيف ويحكم بالميل والمحاباة ورجل ل يأمر أهله وأولده بطاعة ال ول
6
التبر المسبوك في نصيحة الملوك مكتبة مشكاة السلمة
يعلمهم أمور الدين ول يبالي من أين أطعمهم ورجل استأجر أجيراً فتمم عمله ومنعه أجرته ورجل ظلم زوجته في صداقها). ويروى أن عمر بن الخطاب رضي ال عنه تبع يوماً جنازة فتقدم رجل فصلى عن الجنازة فلما دفن الميت وضع ذلك الرجل يده على القبر وقال: اللهم إن عذبته فبحقك لنه عصاك وأن رحمته فإنه فقير إلى رحمتك وطوبي لك أيها الميت إن لم تكن أميراً أو عريفاً أو كابتً أوعوانياً أو جابياً. ا فلما تكلم بهذه الكلمات غاب شخصه عن عيون الناس فأمر عمر بطلبه فلم يوجد فقال عمر: هذا الخضر عليه السلم. وقال النبي صلى ال عليه وسلم: (ويل للمراء وويل للعرفاء وويل للعوانية فإنهم أقوام يعلقون من السماء بذوائبهم في القيامة ويسحبون على وجوههم إلى النار يودون لو لم يعلموا عملً قط). وقال عليه الصلة والسلم: (ما من رجل ولي أمر عشرة من الناس إل وجيء به يوم القيامة ويداه مغلولتان إلى عنقه فإن كان عمله صالحً ف ّ الغل عنه وإن كان عمله سيئً زيد عليه غل آخره). ا اك وقال علي بن أبي طالب رضي ال عنه: ويل لقاضي الرض من قاضي السماء حين يلقاه إل من عدل وقضى بالحق ولم يحكم بالهوى ولم يمل مع أقاربه ولم يبدل حكماً لخوف أو طمع لكن يجعل كتاب ال مرآته ونصب عينيه ويحكم بما فيه. وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم: (يؤتى بالولة يوم القيامة فيقول ال جلّ وعل: (أنتم كنتم رعاة خليقتي وخزنة ملكي في أرضي). ثم يقول لحدهم: (لم ضربت عبادي فوق الحد الذي أمرت به). فيقول: يا رب لنهم عصوك وخالفوك. فيقول ج ّ جلله: (ل ينبغي أن يسبق غضبك غضبي). ل ثم يقول للخر: (لم ضربت عبادي أقل من الحد الذي أمرت به) فيقول: يا رب رحمتهم. فيقول تعالى: قال حذيفة بن اليمان: أنا ل أثني على أحد من الولة سواء كان صالحاً أو غير صالح لني سمعت رسول ال صلي ال عليه وسلم يقول: (يؤتي بالولة العادلين والظالمين يوم القيامة فيوقفون على الصراط فيوحي ال إلى الصراط أن ينفضهم إلى النار مثل من جار في الحكم أو أخذ رشوة على القضاء أو أعار سمعه لحد الخصمين دون الخر فيسقطون من الصراط فيهوون سبعين سنة في النار حتى يصلوا إلى قرارها). وقد جاء في الخبر أن داود عليه السلم كان يخرج ليلً متنكراً بحيث ل يعرفه أحد وكان يسأل كل من يلقاه عن حال داود سرً فجاءه جبريل في صورة رجل فقال له داود: ما تقول في داود فقال: نعم ا العبد إل أنه يأكل من بيت المال ول يأكل من ك ّه وتعب يديه. د فعاد داود إلى محرابه باكياً حزيناً وقال: إلهي علمني صنعة آكل بها من كدي وتعب يدي. فعلمه ال تعالى صنعة الزرد.
7
التبر المسبوك في نصيحة الملوك مكتبة مشكاة السلمة
وكان عمر بن الخطاب يخرج كل ليلة يطوف مع العسس حتى يرى خللً يتداركه وكان يقول: لوتركت عنزً جرباء على جانب ساقية لم تدهن لخشيت أن أسئل عنها في القيامة. ا فانظر أيها السلطان إلى عمر مع احتياطه وعدله وما وصل أحد إلى تقواه وصلته كيف يتفكر ويتخوف من أهوال يوم القيامة وأنت قد جلست لهياً عن أحوال رعيتك غافلً عم أهل وليتك. قال عبد ال بن عمر وجماعة من أهل بيته: كنا ندعو ال أن يرينا عمر في المنام فرأيته بعد أثني عشر كأنه قد اغتسل وهو متلفع فقلت: يا أمير المؤمنين كيف وجدت ربك وبأي حسناتك جازاك فقال: يا عبد ال كم لي منذ فارقتك فقلت: إثنتا عشرة سنة. فقال: منذ فارقتكم في الحساب وخفت أن أهلك إل أن ال غفور رحيم جواد كريم. فهذا حال عمر ولم يكن له من دنياه شيء من أسباب الولية سوى درة. حكاية: أرسل قيصر ملك لروم رسولً إلى عمر بن الخطاب لينظر أحواله ويشاهد فعاله فلما دخل المدينة سأل أهلها وقال: أين ملككم قالوا: ليس لنا ملك بل لنا أمير قد خرج إلى ظاهر المدينة. فخرج الرسول في طلبه فوجده نائماً في الشمس على الرض فوق الرمل الحار وقد وضع درته كالوسادة تحت رأسه والعرق يسقط منه إلى أن بل الرض فلما رآه على هذه الحالة وقع الخشوع في قلبه وقال: رجل تكون جميع ملوك الرض ل يقر لهم قرار من هيبته وتكون هذه حالة ولكنك يا عمر عدلت فأمنت فنمت وملكنا يجور ل جرم أنه ل يزال ساهراً خائفاً. أشهد أن دينكم لدين الحق ولول أني أتيت رسول لسلمت ولكن سأعود بعد هذا وأسلم. ً أيها السلطان خطر الولية عظيم وخطبها جسيم والشرح في ذلك طويل ول يسلم الوالي ال بمقارنة عملء الدين ليعلموه طرق العدل ويسهلوا عليه خطر هذا المر. أن يشتاق أبداً إلى رؤية العلماء ويحرص على استماع نصحهم وأن يحذر من علماء السوء الذين يحرصون على الدنيا فإنهم يثنون عليك ويغرونك ويطلبون رضاك طمعاً فيما في يديك من خبث الحطام ووبيل الحرام ليحصلوا منه شيئً بالمكر والحيل. ا والعالم هو الذي ل يطمع فيما عندك من المال ومنصفك في الوعظ والمقال. كما يقال أن شقيقاً البلخي دخل على هارون الرشيد فقال له: أنت شقيق الزاهد فقال: أنا شقيق ولست بزاهد. فقال له: أوصني. فقال: إن ال تعالى قد أجلسك مكان الصديق وأنه يطلب منك مثل صدقة وأنه أعطاك موضع عمر بن الخطاب الفاروق وأنه يطلب منك الفرق بين الحق والباطل مثله وأنه أقعدك موضع عثمان بن عفان ذي النورين وهو يطلب منك مثل حيائه وكرمه وأعطاك موضع علي بن أبي طالب وهو يطلب منك مثل العلم والعدل كما يطلب منه. فقال له: زدني من وصيتك.
Read Now
DOWNLOAD : here
iTheme Techno Blogger by Black Quanta. Theme & Icons by N.Design Studio
Free Blogger Templates created by The Blog Templates
Free Blogger Templates created by The Blog Templates