الرحيق المختوم
صفي الرحمن المباركفوري

ن السيرة النبوية والأسوة المحمدية هي المنبع الوحيد الذي تتفجر منه ينابيع حياة العالم الإسلامي وسعادة المجتمع البشري. وجاء "الرحيق المختوم" ليسرد هذه السيرة النبوية المشرفة،ضمن منهجية جديدة حيث جعلها مصنفها صفي الدين المباركفوري في حجم متوسط متجنباً التطويل إلى الممل والإيجاز المخل،وعند رجوعه إلى المصادر والمراجع كان يراعي الدقة والتمحيص،لذا فقد عمد وعند اختلاف المصادر في ترتيب الوقائع،أو في تفصيل جزئياتها كان يثبت في صلب المقالة ما ترجح لديه بعد التحقيق مع الاحتراز عن إيراد الدلائل والبراهين،لأن هذا برأيه يفضي إلى ضول غير مطلوب دون إغفاله عن إيراد الدلائل عندما يجد أن عامة الكاتبين ذهبوا إلى خلاف الصحيح. وليس من باب المصادفة أن يحتل هذا الكتاب المرتبة الأولى في المسابقة التي أجرتها رابطة العالم الإسلامي على مستوى العالم للبحث حول موضوع السيرة النبوية حيث حاز مصنفها على الجائزة الأولى في هذه المسابقة عن هذا الكتاب





DOWNLOAD : here

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد أفضل الرسل وخاتم النبيين، وعلى آله وصحبه ومن اهتدي بهديه إلى يوم الدين‏.‏
وبعـــد‏:‏
فهذا الكتاب هو الذي أسهمت به في مسابقة السيرة النبوية العالمية التي نظمتها رابطة العالم الإسلامي، وأعلنت عنها عقب أول مؤتمر للسيرة النبوية الذي عقدته دولة باكستان في شهر ربيع الأول عام 1396هـ‏.‏
وقد قدر الله لهذا الكتاب من القبول ما لم أكن أرجوه وقت الكتابة، فقد نال المركز الأول في المسابقة، وأقبل عليه الخاصة والعامة إقبالا يغتبط عليه‏.‏
وكان من حديث هذا الكتاب أني لم أطلع على إعلان الرابطة عن المسابقة في وقته، ولما أخبرت به بعد حين لم أمِلْ إلى الإسهام فيها، بل رفضت هذا الاقتراح رفضًا كليًا إلا أن القدر ساقني إلى ذلك‏.‏ وكان آخر موعد لتلقي بحوث المسابقة واستقبالها عند الرابطة أول شهر محرم من العام القادم 1397هـ، أي نحو تسعة أشهر من وقت الإعلان، وقد ضاعت مني من ذلك عدة أشهر، والمدة الباقية لم تكن تكفي لإعداد مثل هذا الكتاب، ولكن لما عزمت على ذلك استعنت الله سبحانه وتعالى، وشمرت عن ساق الجد، حتى تم إنجازه وإرساله في الموعد‏.‏
وكنت أعاني ـ مع ضيق الوقت والاشتغال بأعمال أخري ـ قلة المصادر، وعدم القدرة على مراجعة كل ما هو موجود، وكانت الدقة مطلوبة عندي بصفة خاصة مع تجنب الحشو والزوائد، والإحاطة بالموضوع بقدر الإمكان، وقد مررت بأماكن شعرت فيها بشيء من الفجوة والفراغ، وبحاجة إلى إضافات لم تكن في مستطاعي في ذلك الحين‏.‏ فكل ما كان بالإمكان هو التسويد السريع لما هو موجود، ثم نسخه أو استنساخه بغير مراجعة أو تنقيح‏.‏

0 comments

Post a Comment