‫أدب الدنيا والدين‬ ‫
على بن محمد بن حبيب‬ ‫الماوردي الشافعي

مؤلف هذا الكتاب أبو الحسن علي بن حبيب الماوردي البصري. علم من أعلام الفكر الإسلامي، وفقيه حافظ من أكبر فقهاء الشافعية، ورجل من أبرز رجل السياسة في الدولة العباسية، وأديب متفنن، ناضج الفكر، واضح الأسلوب، ورّث المسلمين كثيراً من التآليف الممتازة في فروع الثقافة الإسلامية. امتدت حياته بين سنتي (463 و450هـ) وقد عاصر الثقافة الإسلامية في أزهى عصورها، حين بلغت الدولة العباسية درجة عالية من الرقي العلمي. وفي غير ذلك، جعل إليه ولاية القضاء ببلدان كثيرة، اثنى للعلماء على أبي الحسن الماوردي، الفقيه العالم، ثناء عظيماً، له تصانيف كثيرة يمكن تضيفها في ثلاث مجموعات: الأولى الكتب الدينية. والثانية: الكتب السياسية والاجتماعية. والثالثة: الكتب اللغوية والأدبية.

والكتاب الذي نقلب صفحاته هو في ضمن هذه المجموعة من تصانيفه. والكتاب ذاع انتشاره في حينه ولا يزال الناس يقبلون عليه حتى يومنا هذا. وموضوع هذا الكتاب الأخلاق والفضائل الدينية من الناحية العلمية الخالصة، وبعضه في الآداب الاجتماعية، وهي التي سماها المؤلف "آداب المواصفة" وهو لا يتعرض لأصول الأخلاق من الواجهة النظرية العلمية، كالوراثة والبيئة والغرائز والأمزجة والعادة وما إليها، وإنما يعوّل على ما في القرآن والسنة النبوية المحمدية، من آيات وأحاديث تحثّ على الفضائل، وتنهى عن الرذائل، ثم يعوّل بعد ذلك على التراث الأدبي العربي والتراث الأجنبي القديم الذي امتزج بآداب العرب والإسلام بعد الفتح العربي، فيتخذ من هذا وذاك حكماً وعظات، وأمثالاً وأشعاراًً.

وقد قسّم المؤلف كتابه إلى خمسة أبواب. وكلامه في الباب الأول: فضل العقل وذمّ الهوى، لا يخلو من نظرات فلسفية قديمة غير إسلامية، وكلامه في الباب الرابع "أدب الدنيا" فهو لا يخلو من نظرات اقتصادية واجتماعية، على نحو مباحث ابن خلدون في مقدمته. وأما الباب الثاني: "أدب العلم" فانه من الموضوعات الإسلامية الخالصة، التي تمت إلى الحديث وإلى الآداب التي تواضع عليها المسلمون في أجيالهم العلمية، منذ حياة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى حياة المؤلف، وقد أفرده جماعة بالتأليف وكذلك الباب الثالث "أدب الدين" والخامس "أدب النفس" هما من صميم الأخلاق الدينية الإسلامية، القائمة على الكتاب والسنة






Read NowRead Now


DOWNLOAD: PDF / PDF / DOC

0 comments

Post a Comment