رسائل ابن حزم الأندلسي
ابن حزم الأندلسي
يضم المؤلّف رسالة ابن حزم، وقد صنفها المحقق الدكتور إحسان عباس ضمن أربعة مجموعات، احتوت المجموعة الأولى على أربع رسائل هي طوق المحامة، ومداواة النفوس، والغناء الملهي، ومعرفة النفس بغيرها وجهلها بذاتها، هذا وإن ما يجمع بين تلك الرسائل في نطاق أنها "ذاتية" في طابعها العام، وتتصل بشخص ابن حزم، وتلقي أضواء على نفسيته وتأملاته، وتصور تسامحه إزاء الحب والفناء على وجه الخصوص، أما المجموعة الثانية فهي تضم رسالة فقط العروس في تواريخ الخلفاء، رسالة في أمهات الخلفاء، رسالة في جيل فتوح الإسلام، رسالة في أسماء الخلفاء، رسالة في فضل الأندلس وذكر رجالها، وقد ألحقت بها ثلاثة ملاحق وهي: رسالة في ذكر أوقات الأمراء، وأيامهم بالأندلس، فصل في ذكر أوقات الحكام من بين إسرائيل، شذرات من روايات تاريخية، ولا يخفي على القارئ بأن الوشيجة التي سلكت كل هذه المادة في هذا الجزء إنما هي اتصالها جميعاً بالتاريخ، وحمل الجزء الثالث طابع المردود فكانت رسائل ابن حزم فيه: رسالة في الرد على ابن النغريلة اليهودي، رسالتان أجاب فيهما عن رسالتين سئل فيهما سؤال تعنيف، رسالة التوقيف على شارع النجاة، رسالة التلخيص لوجوه التخليص، رسالة البيان من حقيقة الإيمان، رسالة من الإمامة، رسالة من حكم من قال إن أرواح أهل الشقاء معذبة إلى يوم الدين، وقد كانت ردود ابن حزم في هذه الرسائل الثاني على مختلف المستويات، فبعضها رد على عدوّ الدين، وبعضها رد على الخصوم، وبعضها ردود على الأصحاب والأصدقاء والمشايعين، وبعضها صورة للفتاوى أو (الفوازل) عن مسائل يطرحها بعض السائلين، وتتفاوت هذه الردود بين عنف وهدوء، كما يتفاوت السائلون في حظوظهم من العلم، وابن حزم لا يحب الإفتاء، ولو خيّر لما اختار هذا الطريق، ولكنه مدعوّ إلى أن لا يكتم العلم والى أن يبينه للناس.
وقد تتكرر التهمة (أو القضية) فيتكرر الردّ عليها في غير رسالة، لطبيعة الحياة يؤمئذ، وطبيعة الحصول على الكتب والرسائل، فاتهام ابن حزم بأنه يعيب الأئمة سيتكرر ولا بدّ، وقضية "ماذا نتعلم"؟ قد أجابها بان حزم في رسالة مراتب العلوم، وفي كتاب لحد المنطق، وفي رسالة التوفيق على شارع النجاة، وفي رسالة التلخيص لوجوه التخليص وربما في غيرها.
ومشكلة التقليد سترد في مواضع كثيرة، ولذلك فإن فكر ابن حزم لا يمكن أن تتم دراسته على نحو منظم إلا بعد استكمال مؤلفاته وتنظيمها بحسب الموضوعات. إن جمع هذه الرسائل في نطاق ليس المقصود منه رؤية ابن حزم الفقيه، فذلك شيء لا يتم دون دراسة المحلي والأحكام والإيصال وغيرها من مؤلفاته، ولكن كانت الغاية هنا الوقوف على "ردود فعله" الفكرية، وهو يخاصم أو يترفق، والوقوف على منهجه وعلى المنطلقات الأساسية التي يرتكز إليها ذلك المنهج.
وأما الجزء الرابع من هذه المجموعة في رسائل ابن حزم فقد احتوى على خمسة عناوين مرتبة كالآتي: 1-رسالة في مراتب العلوم، 2-التقريب لحد المنطق والمدخل إليه، 3-فصل هل للموت ألم أم لا، 4-الرد على الكندي الفيلسوف، 5-تفسير ألفاظ تجري بين المتكلمين في الأصول. وهي جميعاً تومئ إلى ما غلب فيه المنحى المنطقي الفلسفي على ما كتبه ابن حزم، وكلها قد نشرت من قبل ما عدا الرسالة الخامسة، ولكن هذه الطبعة تتميز بمقدمة إضافية درس فيها المحقق رسالة مراتب العلوم في السياق العام الذي جرى فيه تصنيف العلوم عند العرب من جابر بن حيان حتى ابن حزم، وكذلك أعاد كتابة مقدمة "التقريب" في ضوء المعلومات التي وفرها له اكتشاف مخطوطة جديدة، مستفيداً مما كتب حول تصنيف العلوم وحول التقريب من دراسات لباحثين معاصرين. فأما مقدمة "الرد على الكندي الفيلسوف" فلم يجر فيها إلا قليلاً من التعديلات لاعتقاده أولاً إن هذا الكتاب ليس لابن حزم على وجه اليقين، وثانياً لاعتقاده أن ما وضع تحت هذا العنوان يمثل عدة كتب لا كتاباً واحداً وحسب
Read Now
DOWNLOAD :
PDF (Cover-1-2-3-4) # --> المؤسسة العربية للدراسات والنشر 1987م - ت. إحسان عباس
(DOC)
تحميل الكتاب من هنا