معجم أسماء الله الحسنى
سيد أحمد محسب مرسي


لقد نزل القرآن منجماً، وفي كل خطوة وفي كل أمر من أمور الدعوة كشف القرآن لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن معرفة جديدة في الله وأطلق الأسماء وحدد الصفات ليتبين الناس مدى ما يمكن أن يكون الله سميعاً بصيراً أو عليماً حكيماً أو غفوراً رحيماً، ليكون من ذلك كمالات للإنسان ومجالات للعقل البشري لا يحدها موقف ولا يعجزها أمر، ولهذا رأينا ما من موقف تأزمت فيه الأمور أمام الدعوة حتى جاءها الحل من العليم الحكيم أو العليم الخبير أو السميع البصير لنعرف مدى الإمكانات البشرية المودعة في باطن الإنسان وهو الذي يغفل عن ذلك ولهذا كانت التنزيلات بأسماء الله الحسنى شاهدة على هذا الأمر. لقد تداولت التوراة والإنجيل الذات الإلهية والربانية وقدمت أعمال الرب وشعب الله المختار والإله المشخص في المسيحية حتى القيامة الخارقة؛ ولكنها لم تقدم الله في ثوبه القرآني على التفصيل كما فعلت نظرية الأسماء الحسنى إذ نتبين أن الأسماء الزوجية مثل "السميع البصير" وغيرها مما ورد في المثاني يفتح باب علم النفس الفردي والقدرات الروحية لدى الأفراد حتى كان محمد صلى الله عليه وسلم مثلاً لذلك، ثم تقدم الأسماء الفردية مثل المهيمنة وغيره علم التاريخ والقوميات والأمم وكيف هيمن الله على الحضارات الواحدة تلو الأخرى ثم جاء الأسماء الرمزية مثل (ألم، ألف لام ميم) (المر ألف لام ميم راء) (المص ألف لام ميم صاد) (طسم طاء سين ميم) وكلها تشترك في مفهوم (ألم) وأنساقها البعيدة الغور في عشرات السور القرآنية الطوال.
إن الجهد الخارق الذي بذله الوحي لتوضيح معالم الذات وأسمائها الحسنى استغرق القرآن كله وما من آية من الآيات وما من سورة من السور وما ضمّه كتاب من الكتب القرآنية إلا وجاءت نسبته إلى اسم من أسماء الله الحسنى لنتبين أن المعاني التي حملت الأسماء الحسنى فوق الوصف وفوق الحصر وفوق كل فقه حيث جعل القرآن الموجود الحق إنما هو وجود الله وأنه ما من مخلوق أو كائن غلا ويستمد نفحه من نفحات هذا الوجود.
من هنا فقد قام المؤلف بالطواف في القرآن ليكتب في موضوع الأسماء الحسنى وهي من أجلّ الموضوعات التي طرقها القرآن حيث تتعلق بالمحكم والمتشابه كما تتعلق بالرموز في فواتح السور وتتعلق بالتنزيل وتتعلق بالفقه القرآني وهي التي حملت الموضوعات في الله ذاتاً وموضوعاً




Read NowRead Now





DOWNLOAD : PDF

تحميل كتاب من هنا

0 comments

Post a Comment