حجة الله البالغة
الشاه ولي الله الدهلوي


درج العلماء الذين كتبوا في علوم الدين على بيان الحقائق والأحكام والمعاني، وهم إذ كتبوا عن روح الأحكام وروح المعاني روح الحقائق فإنما يكتبونها بطريقة مختصرة تكون ملحقة بالحقائق وأخواتها، أما أن يفرد لروح الشريعة وأسرارها كتب يكون البحث في الروح والأسرار هو الأصل وما سواه تابع له فهذا قل أن قصده المؤلفون.
هذا وإن الإمام الدهلوي أفرد لروح الشريعة وأسرارها هذا السفر الضخم الذي بين أيدينا فأبدع إبداعا عظيماً شهد له بذلك كبار العلماء وحذوا حذوه وذلك لما يتصف به من خصائص ومميزات انفرد بها عن سائر الكتب التي عالجت أسرار أحكام الشريعة، فموضوعاته مبتكرة، وأسلوبه جيد، وعبارته عربية ناصعة واضحة رغم أن المؤلف هندي الأرومة لم يعرف بلاد العرب إلا زئراً لفترة محددة.
وبالرجوع لمضمون كتابه تجد أنه جاء مستعرضاً لحيثيات الشريعة الإسلامية: عقيدة وعبادات ومعاملات فكتب عن روح ذلك كله كتابة شيقة تدفع القارئ أن لا يدع الكتاب إذا أمسكه حتى ينتهي منه رغم أن أبحاثه تحتاج إلى فكر وتأمل، ولكن معالجة المؤلف الموضوعات بلباقة الكاتب المتمكن من مادته جعلت ما كان صعباً سهلاً على الفهم، حبيباً إلى نفس القارئ.
ونظراً لهذه المكانة التي يتمتع بها الكتاب بين أقرانه اعتنى "السيد سابق" بتحقيقه، فاهتم أولاً: بالتقديم للكتاب بمقدمة عرض فيها لأمور وجد أنه لا بد من تجليتها منها: تاريخ الإسلام في الهند، آثار الإسلام في الهند، أسباب تقلص ظل الدعوة الإسلامية في الهند، عصر ولي الله الدهلوي، الحياة السياسية والعلمية والاجتماعية في هذا العصر، حياة المؤلف ونشأته ومكانته العلمية ومؤلفاته ودوره في الإصلاح.
ثانياً: جعل الكتاب على قسمين: أحدهما: قسم القواعد الكلية التي تنتظم بها المصالح المرعية في الشرائع، وأكثرها كانت مسلمة بين الملل الموجودة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن فيها اختلاف بينهم، وكان الحاضرون مستغنين عن سؤالها، فنبه النبي صلى الله عليه وسلم كما ينبه على الأصول المفروع عنها إفادة الفروع، فتمكن السامعون من إرجاع الفروع إلهيا لما مارسوا من نظائرها في العرب المنتسب إلى الملة الإسماعيلية واليهود والنصارى والمجوس.
والقسم الثاني: خصه لشرح أسرار الأحاديث، من أبواب الإيمان، ثم من أبواب العلم ثم من أبواب الطهارة، ثم من أبواب الصلاة، ثم من أبواب الزكاة، ثم من أبواب الصون، ثم من أبواب الحج، ثم من أبواب الإحسان، ثم من أبواب المعاملات، ثم من أبواب تدبير المنازل، ثم من أبواب سياسة المدن، ثم من آداب المعيشة، ثم من أبواب شتى






Read Now 1 - 2


DOWNLOAD : PDF 1, 2

تحميل كتاب من هنا.

0 comments

Post a Comment