الجمع بين الصحيحين - مع حذف السند والمكرر من البين
ابو حفص عمر بن بدر الموصلي


تلقى المسلمون-على تعاقب الأجيال- صحيحي الإمامين البخاري ومسلم بالقبول، إذ هما من أصحّ الكتب بعد كتاب الله تعالى. وقد قرّر الإمام النووي ذلك بقوله: "اتفق العلماء على أن أصحّ الكتب-بعد القرآن العزيز-الصحيحان: البخاري ومسلم وتلقتهما الأمة بالقبول..." ولما كانت هذه مكانة هذين الكتابين، فقد انصرفت جهود العلماء إلى العمل على تقريبهما، لتسهل الاستفادة منهما، وكان من جملة ذلك تلك الجهود التي بذلت في سبيل الجمع بينهما، وممن قام بعملية الجمع هذه العلامة الجوزقي، وأبو نصر الحميدي وأبو حفص الموصلى صاحب كتابنا هذا وغيرهم. وكان لكل طريقة في الجمع، وفقاً للغاية التي يسعى إليها.
أما غاية الموصلي (من كتابه هذا) فكانت لمعالجة إعراض الناس عن علم الحديث في زمانه. ولتحقيق هذا الهدف اتبع فيه الطريقة التي بيّنها بقوله: "فجمعت كتابي هذا وحذفت منه الأسانيد والمكرر من المتون، إلا ما كان يحتمل إدخاله في أبواب متعددة"... وطلباً للاختصار-أيضاً-وعدم الإطالة، حذف بعض الأحاديث الطويلة، ممّا لا يدخل فيه لفظ نبوي.
وقد رتب موضوعاته على حروف المعجم، ليكون سهل المتناول على من أراد الانتفاع به. وخلاصة القول، يعد جمع الموصلى مختصراً جيداً لما في الصحيحين. بحيث يتاح لقارئه الإلمام شبه الكامل بكل الموضوعات التي وردت في الصحيحين، مشيراً إلى اختلاف الروايات. أو الزيادة فيها، حتى ولو كان ذلك كلمة واحدة، وفق الترتيب الذي ألفه الناس في كتاب جامع الأصول.
ولأهمية هذا الكتاب عمل "صالح أحمد الشامي" على تحقيق الكتاب وهدفه إخراجه بالشكل الذي تؤدي منه أكبر خدمة للقارئ، أما عمله في التحقيق فتجلى: أولاً: ترقيم الأحاديث. ثانياً: ميّز الآيات القرآنية الكريمة بوضعها ضمن قوسين وضبطها بالشكل. ثالثاً: ميز اللفظ النبوي الشريف. رابعاً: تشكيل بعض الكلمات، لإزالة التباس محتمل قد يقع فيه القارئ لها. خامساً: للدلالة على موضع الحديث في كل من البخاري ومسلم وضع في نهاية كل حديث، بل وكل رواية رقمه عند البخاري ومسلم وفقاً لترقيم فؤاد عبد الباقي لهما. سادساً: شرح بعض الكلمات في الحاشية بياناً لمعنى الحديث، حيث وجد ذلك ضرورياً. معتمداً على ما جاء في فتح الباري أو شرح النووي، أو ما جاء في جامع الأصول. سابعاً: صحح ما حصل من سهو أو خطأ في عزو الحديث، وبين ذلك في الحاشية. ثامناً: وضع بعض العناوين الفرعية لأبواب أو فصول. تاسعاً: وضع علامات أو رموز يستطيع القارئ من خلالها تميز أحاديث البخاري عن أحاديث مسلم. عاشراً: ميز الروايات التي أوردها المصنف وليس لها أصل بالصحيحين وهدفه تنبيه القارئ عليها







Read Now Read Now 1 - 2



DOWNLOAD : PDF (1, 2)

تحميل الكتاب من هنا

0 comments

Post a Comment