البلاغة فنونها وأفنانها ـ علم المعاني
فضل حسن عباس


هذه مباحث في البلاغة العربية، فن القول، أرادها المؤلف دانية القطوف، سهلة المنال، وارفة الظلال، دفعه لكتابتها وتسجيلها، ما عاناه من مصاعب وهو يدرس هذه المادة ويدرسها فيما بعد.
وهو لا يزعم أنه سيأتي بجديد، ولكن كل الذي يرجوه أن يكون قد أدرك مواطن الصعوبة، ومواضع الإشكالات، وأسباب الغموض التي تحول بين الدارسين وبين الإفادة من هذا الفن الذي يهذب الطباع، ويثقف الألسنة، ويرهف الحسّ، مما أودعه الأئمة في كتبهم، ونظمته أفكارهم، وجادت به قرائحهم، فسطرته أقلامهم، وإنه لكنز-لو تعلمون- عظيم.
ولعل أكثر ما يضيق به الدارسون ذرعاً، ويثقل عليهم سمعاً، ويحول بينهم وبين أن تخترق هذه القواعد ألبابهم: 1-الأسلوب: فهذه الكتب الحديثة، رغم ما بذل مؤلفوها، من جهد، نجدها في كثير من موضوعاتها غير ميسرة الأسلوب، ولا يمكن أن يسبر غورها إلا من أعطى حظاً وافراً من تأسيس لغوي جيد. 2-هذه الأمثلة التي نجدها تنتقل من كتاب، مع قلتها، وخفاء دلالتها في كثير من الحالات على ما يراد تقريره وتصويره للنفس حتى تتفاعل معه. 3-ذكره بعض القضايا التي لا تدعو الضرورة لذكرها: مع التناقض أحياناً في ما يراد تقريره في قواعد، وما يستشهد عليه من أمثلة.
لذلك كان هدفه الأول الإكثار من الشواهد، وبخاصة خير الكلام من الكتاب الكريم، والسنة النبوية، والكلام البليغ، شعراً ونثراً، ومع ذلك، فلقد استعان ببعض الأمثلة من الواقع الذي نحياه، تسهيلاً للقارئ، كي يستوعب الفكرة التي يراد تقريرها. كما واهتم بضبط الآيات القرآنية والأشعار والألفاظ والموهمة بالشكل انتقاء للخطأ في قراءتها.
أما الهدف الثاني فهو أن يجعل القارئ على صلة بتراثنا البلاغي، مما كتبه الأقدمون، وبخاصة عبد القاهر، وقد يشرح بعض العبارات التي تحتاج إلى توضيح وشرح. وشرح الأبيات الشعرية، وعزاها إلى قائليها.
وهناك هدف ثالث: وهو أنه حاول أن يلم بكثير من القضايا البلاغية، والمسائل ذات الشأن التي تغاضي عنها كثير من الكتاب. وإتماماً للفائدة قام بتحليل سورة في كتاب الله تعالى تحليلاً بيانياً موجزاً يتصل بمادة الكتاب علم المعاني.
ورابع هذه الأهداف، وأعظمها، وأولاها بالذكر، هو ما قصد إليه بأن يكون القارئ على صلة بقضية الإعجاز القرآني من حيث النظم.
وهذا الكتاب هو الأول من سلسلة "بلاغتنا ولغتنا"، ويليه الكتاب الثاني، ويتضمن مباحث علمي البيان والبديع، أما الكتاب الثالث فهو: "البلاغة المفترى عليها بين الأصالة والتبعية






Read NowRead Now


DOWNLOAD : PDF

تحميل كتاب من هنا

0 comments

Post a Comment