روض الرياحين في حكايا الصالحين
عفيف الدين أبي السعادات عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني ثم المكي


كانت حكايات الصوفية الصالحين-وما زالت- تحظى باهتمام المؤمنين، وتشد نفوس المحبين لما تتضمنه من طرائف ونوادر، ومواعظ وحكم تلين القلوب، وتزكي النفوس، وتدعو إلى الإيمان، وتنفر من الكفر والطغيان، وكتاب الله تعالى خير مثال يحتذي، اعتمد أسلوب القصص في كثير من سوره وآياته، ورسول الله صلى الله عليه وسلم رخّص للصحابة بالتحديث فقال: "بلغوا عنّي ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمداً ليتبوأ معقده من النار".

ومن هنا أهم المسلمون بالقصص والحكايا، وأخذوا يتتبعون مصادرها، فوجدوا في أهل التصوف معيناً ثراً لهذه الحكايات ينهلون منه، ويتعظون الناس بما فيه من رقائق وعبر، فتتبعوا آثارهم، ورووا قصصهم وأخبارهم، وكان كتاب اليافعي الذي بين أيدينا واحداً من الكتب التي دونت أخبار الصوفية وأحوالهم، جمع فيه مؤلفه حكايا متنوعة عن هذه الطائفة، رغبة منه ف تقويم سلوك المسلم في مجتمعه، والسمو به نحو خصال الخير والإيمان.

فحوى هذا الكتاب جميع معاني التصوف وخصاله، من زهد في الدنيا، وتوكل على الله، ورغبة في الطاعات، وتخلق بالأخلاق النبيلة، وبعد عن النقائص والآثار. ولما كان من أهم كتب اليافعي وأكثرها انتشاراً، فقد اعتنى كل من الأستاذ عدنان عبد ربه والأستاذ محمد أديب الجادر تحقيق هذا الكتاب في الطبعة التي بين أيدينا وذلك ليضعا بين أيدي القراء المهتمين بكتب الصوفية هذا الكتاب محققاً تحقيقاً علمياً، ومهذباً من الشوائب والأخطار التي دخلت طبعاته المتفرقة.

وبالرجوع لعملها في التحقيق نجد أنها قد اهتما بالعمل على ما يلي من النقاط: أولاً: قابلها بين النسخ المطبوعة والنسخة الأصلية الخطية، ثانياً: ضبط من الكلام ما يحتاج إلى ضبط ولا سيما الأشعار التي كثرت في أول الكتاب وآخره، ثالثاً: حصر الآيات التي وردت في الكتاب بأقواس مزهرة وأحاديث الرسول بأقواس التنصيص. رابعاً: شرحاً من الألفاظ ما يحتاج إلى شرح معتمداً في ذلك على المعجمات المشهورة ومشيراً إليها في الحواشي، واهتم بالتعريف ببعض الأعلام التي وردت في بعض القصص وكذلك بعض الأبيات الشعرية المشهورة لأصحابها. خامساً: صنعا فهرساً للآيات والأحاديث والأعلام والأشعار والأماكن والأقوام





Read NowRead Now


DOWNLOAD : PDF

0 comments

Post a Comment