سير أعلام النبلاء
شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي




يعد هذا السفر العظيم الذي نقدمه للقراء من أعظم كتب تراجم الأقدمين ترتيباً وتنقيحاً، وتوثيقاً وأحكاماً، وإحاطة وشمولاً، فهو يبين عن سعة إطلاع المؤلف على كل ما سبقه من تواليف في موضوعه، ودرايةٍ تامة بأحوال المترجمين، وبكل ما قيل في حقها وقُدرةٍ بارعة على غربلة الأخبار وتمحيصها وتنقيدها، وبيان لأهلها.

ويتميز عن غير من الكتب التي ألفت في بابه أنَّه كتاب عام للتراجم في تراثنا، تناول جميع العصور التي سبقت عصر المؤلف، واشتملت تراجمه على الأعلام المختارة من جميع العالم الإسلامي من شرقه إلى غربه، ولم يقتصر على نوع معين من الأعلام بل تنوعت تراجمه، فشملت كُلَّ فئات الناس من الخلفاء والملوك، والأمراء والوزراء، والقضاة والقراء، والمحدثين والفقهاء والأدباء واللغويين، والنحاة والشعراء، والزهاد والفلاسفة والمتكلمين، إلا أنه آثر المحدثين على غيرهم، فإنَّه كان عظيم الإكبار لهم، شديد الكلف بهم.

وقد ترجم فيه للإعلام النبلاء من بداية الإسلام إلى سنة 700هـ تقريباً. وكسره على خمس وثلاثين طبقة، كل طبقة تستوعب عشرين سنة تقريباً وأفرد المجلدين الأول والثاني للسيرة النبوية الشريفة، سيد الخلفاء الراشدين، ولكنه لم يٌعِدْ صياغتهما، وإنما أحال على كتابه العظيم "تاريخ الإسلام" لتؤخذ منه، ولتُضّم إلى السير والمنهج العام الذي اتبعه الذهبي في الترجمة والذي هو قيامه بذكر فيه اسم المترجم ونسبه ولقبه وكنيته ونسبته ثم يذكر تاريخ مولده، وأحوال نشأته ودراسته، وأوجه نشاطه، والمجال الذي اختص به، وأبدع فيه، والشيوخ الذين التقى بهم، وروى عنهم، وأفاد منهم، والتلاميذ الذين أخذوا عنه، وانتفعوا بعلمه، وتخرَّجوا به، وأثاره العلمية، أو الأدبية، أو الاجتماعية، ثم يبين منزلته من خلال أقاويل العلماء فيه متعمداً في ذلك على أوثق المصادر ذات الصلة الوثيقة بالمترجم، ثم يذكر تاريخ وفاته، ويُدقق في ذلك تدقيقاً بارعاً، وربما رجَّح قولاً على آخر عند اختلاف المؤرخين.

وقد نثر غير ما حديث في تراجم مما وقع له من طريقهم بإسناد عالٍ موافقةً أو بدلاً أو مساواة. وهو على الأغلب يُراعي في طول الترجمة أو قصرها قيمة المترجم وشهرته بين أهل علمه، أو منزلته بين الذين هُم في بابه، سواء أكان موافقاً له في المعتقد أو مخالفاً. وربما تخلَّص من المادة الضخمة التي تحصلت له عن بعض المترجمين الأعلام بإحالة القارئ إلى مصادر أوسع تناولته بتفصيل أكثر.

وقد اتسم الذهبي بالجرأة النادرة التي جعلته ينتقد كبار العلماء والمؤرخين، ويُنبِّه على أوهامهم التي وقعت لهم فيما أُثِرَ عنهم بأسلوب علمي متزن ينبئ عن غزارة علم، ونبالة قصد، وقدرة فائقة في النقد، والأمثلة على ذلك كثيرة تجدها مبثوثة في تضاعف هذا الكتاب






Read Now Cover-Mqd-1-2-3-4-5-6-7-8-9-10-11-12-13-14-15-16-17-18-19-20-21-22-23
24(Index1)-25(Index2)-26(Sirah1)-27(Sirah2)-28(Khulafa)-29(Mafqud)




DOWNLOAD :

PDF (Cover-Mqd-1-2-3-4-5-6-7-8-9-10-11-12-13-14-15-16-17-18-19-20-21-22-23-24-25-26-27-28-29) |-> (waqfeya) (All-in-1)|--> --> ط. مؤسسة الرسالة

PDF (3in1) |--> --> ط بيت الأفكار

(DOC) / (BOK) / (EXE)

0 comments

Post a Comment