جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس
محمد بن فتوح الحميدي

يعود نسب المصنف الحميدي إلى جده حميد المذكور أصله من قرطبة من ربض الرصافة. وكان الحميدي موصوفاً بالنباهة والمعرفة والإتقان والدين والدرع وكان كثير التشاغل بالعلم ترك مؤلفات كثيرة وهامة في مختلف العلوم الدينية والعلمية والاجتماعية والأدبية والتاريخية، ويعد كتابه "جذوة المقتبس في ذكر ولادة الأندلس" الذي نقلب صفحاته من المؤلفات الهامة حيث جمع فيه الحميدي، تراجم لرجال الأندلس، وقد وجه عنايته إلى أصحاب الحديث، وأهل الفقه والأدب، فبدأ كتابه بمقدمة تاريخية وضع فيها القارئ أمام التطورات السياسية التي عاش فيها هؤلاء العلماء.
وقد تتبع الحميدي فيه فتح الأندلس على يد طارق بن زياد حتى منتصف القرن الخامس الهجري، ثم بدأ في إيراد تراجم كتابه، فيبدأ الترجمة باسم العالم متتبعاً نسبه حتى الجد العاشر أحياناً، ثم يذكر كنيته ونسبته وبلده وشيوخه ونشاطه ورحلاته ومؤلفاته، ثم يعرض نماذج من شعره إن وجدت، ومطارحاته، وقد يورد القصص والروايات.

وقد اعتمد الحميدي في جمع مادة كتابة علي شيخة أبي محمد علي بن أحمد، وعلي حصيلته من أخبار ملوك تلك البلاد حتى وقت خروجه منها إلى المشرق، وهذا مما جعل للكتاب أهمية خاصة لعدم وجود هذه الروايات في كتب أخرى. ومن الملاحظ اهتمام الحميدي في هذا الكتاب بالجانب الأدبي بجانب اهتمامه بالجانب العلمي، ويظهر ذلك في اختياره لبعض الأبيات الشعرية التي تخللت التراجم التي اختارها في كتابه، وقد جاء الكتاب، محققاً في هذه الطبعة حيث اتخذ فيه المحقق الخطوات التالية: القيام بقراءة النص على المخطوط المحفوظ بدار الكتب المصرية، وتصحيح النص وتنقيته من الأخطاء، مراجعة النص على ما وجد من تراجم في "تاريخ علماء الأندلس" و"بغية الملتمس" والمقارنة بينهم، وضع رقم مسلسل لتراجم الكتاب، القيام بتخريج تراجم الكتاب على كتب الرجال وبخاصة كتابي "بغية الملتمس" و "تاريخ علماء الأندلس" وكذلك "الصلة" القيام بتخريج الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة، استهلال الكتاب بمقدمة احتوت على ترجمة للمؤلف مع تعريف بالكتاب، وضع فهارس أبجدية لتراجم الكتاب لتسهيل البحث عن التراجم






DOWNLOAD: PDF

0 comments

Post a Comment