اللمحات القدسية في متعلقات الروح الكلية
‫ابو الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني

هذه نفثات سحرية وإبداعات صمدانية ويواقيت لهوانية وجواهر فردية ومنح قدسية وعجائب برزخية وإنشاءات معبدية وكلمات فيضية من دوران شعاع الأحمدية.
أنا بلبل الأفراح أملأ دوحه طربا، وفي العلياء باز أشهب.
أبداها محمد بن عبد الكبير الأحمدي الإبراهيمي الصديقي الأويسي الكتاني في متعلقات الروح وفتك فص خاتمها بما لم أسبق إليه موشحا بوصول بدل قول غيري فصول، والفصل لأهل الفَصل والوصل لأهل الوصل. وقد كان صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن مسمى. مقدما بين يدي نجواي مقدمات:
الأولى في تقسيم المخلوقات: اعلم أن عندنا وجوبا وممكنا، والأول هو الذات الأقدس لأن وجوده ذاتي فكان واجبا فاستحال عدمه، والثاني هو عالم الممكنات وهو إما أن يكون قائما بالذات أو قائما بالغير، والقائم بالذات إما أن يكون متحيزا أو لم يكن، فإن كان متحيزا فهو الجسم وإن لم يكن فهو الجوهر الروحاني، وهو إما أن يكون متعلقا بالأجسام تعلق التدبير وهو النفس أولا يكون، وهو إما أن يكون سليما عن الشهوة والغضب وهو الملك أولا يكون وهو الجن. ثم القائم بالغير إن كان قائما بالمتحيزات فهو الأعراض الجسمانية وإن كان قائما بالمفارقات فهو الأعراض الروحانية كالعلم والقدرة. ثم الأعراض الجسمانية إما أن يلزم من صدقها حصول صدق النسبة أو لا هذا ولا ذاك، فإن كان الأول فالنسبة إما حصول في المكان أو في الزمان وهو الشيء أو نسبة متكررة وهو الإضافة أو تأثير الشيء في الشيء وهو الفعل أو تأثير الشيء عن الشيء وهو الانفعال. ثم إن كون الشيء محيطا بالشيء يجب أن ينتقل المحيط بانتقال المحاط به وهو الملك كالتقمص والتعمم أو هيئة حاصلة بمجموع الجسم بسبب حصول النسب بين أجزائه بعضها إلى بعض وبين أجزائه والأمور الخارجية وهو الوضعي كالقيام والأشكال. ثم إن كان يلزم من حصولها صدق قبول النسبة فهو إما أن يكون بحيث لا يحصل بين أجزائه حدود مشتركة وهو العدد أو يحصل وهو المقدار. وإن كان لا يلزم من حصولها صدق قبول فإما أن يكون مشروطا بالحياة أو لم يكن، فإن كان فإما أن يتوقف على الشهوة والنقرة وهو التحريك أولا يتوقف وهو الإدراك. ثم الإدراك إما إدراك الكليات وهو الظنون والعلوم والجهالات أو إدراك الجزئيات وهو الحواس الخمس، وإن لم يكن مشروطا بالحياة فهو الأعراض المحسوسة بالحواس الخمس. أما المحسوسات بالقوة الباصرة فكالأضواء والألوان وأما المحسوسات بالقوة الشامة فكالطيب والنتن وأما المحسوسات بالقوة السامعة فالأصوات والحروف وأما المحسوسات بالقوة اللامسة فكالحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسية والثقل والخفة والصلابة واللين والخشونة والملاسة، فهذه جملة أقسام الممكنات.



Read NowRead Now






DOWNLOAD: DOC / DOC

0 comments

Post a Comment